تُعد عائلة زعيتر من العائلات العريقة في مدينة نابلس، ويمتد حضورها في المدينة لمئات السنين، حيث يعود أصلها إلى بلاد الشام، وتحديدًا مدينة يافا، قبل أن تستقر في نابلس منذ قرون، وتصبح من أبرز العائلات التي كان لها دور فاعل في الحياة الفكرية والسياسية والعلمية.
عائلة زعيتر عائلة كبيرة ومتفرعة، اشتهرت باهتمامها بالعلم والتعليم والشأن العام، وكان لها إسهامات وطنية بارزة خلال العهد العثماني وفترة الانتداب البريطاني، كما برز من أبنائها رموز في الترجمة، الأدب، السياسة، القضاء، والمقاومة.
الانتشار الجغرافي بعد النكبة
بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، هاجرت أعداد من أبناء العائلة إلى عدة دول عربية، واستقر قسم كبير منهم في الأردن، الكويت، لبنان، سوريا، إضافة إلى أعداد أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن بقيت جذورهم التاريخية والثقافية مرتبطة بمدينة نابلس.
من أعلام العائلة
من بين الشخصيات البارزة التي أنجبتها العائلة:
-
عمر أفندي بن حسن زعيتر
من رموز مدينة نابلس خلال أواخر العهد العثماني.
-
الشيخ أحمد زعيتر
من العلماء المعروفين في نابلس، وورد اسمه في وثائق "أعلام فلسطين" خلال العهد العثماني.
-
أكرم زعيتر (1909–1996)
قائد وطني، ودبلوماسي، ومفكر بارز. شغل منصب وزير وسفير للأردن، وكتب مذكراته التي أصبحت مرجعًا مهمًا في تأريخ القضية الفلسطينية.
-
عادل زعيتر (1895–1957)
من أهم المفكرين والمترجمين في العالم العربي الحديث، ترجم أعمال فكرية وفلسفية من الفرنسية إلى العربية، وكان أحد أبرز الشخصيات الثقافية في النصف الأول من القرن العشرين.
-
الشهيد وائل زعيتر (1934–1972)
ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في إيطاليا، وأحد رموز المقاومة الثقافية والسياسية الفلسطينية. استشهد في روما على يد الموساد الإسرائيلي ضمن حملة "غضب الرب".
-
العلامة زياد زعيتر
من الباحثين والمفكرين المعاصرين الذين واصلوا تقاليد العائلة في الفكر والعلم.
-
الشهيد القاضي رائد زعيتر
قاضٍ فلسطيني استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي عام 2014 على جسر اللنبي، في حادثة أثارت استنكارًا واسعًا على المستوى العربي والدولي.
-
الأستاذ إبراهيم رضا زعيتر
أكاديمي ومربٍّ بارز في الحقل التعليمي.
-
القاضي علاء الدين زعيتر
من القضاة المعروفين في السلك القضائي الأردني، وله إسهامات قانونية بارزة.
الهوية والانتماء
عائلة زعيتر عائلة مسلمة سنية، عُرفت بتمسكها بالقيم الدينية والوطنية، ولم تثبت أي صلة لها بعائلة زعيتر في لبنان، على الرغم من تشابه الاسم. وقد استقرت العائلة قديمًا في البلدة القديمة في نابلس، وتحديدًا في حي جادة السمرة، وكان لها حضور اجتماعي وثقافي بارز في نسيج المدينة.
خلاصة
عائلة زعيتر ليست مجرد اسم في التاريخ النابلسي، بل تمثل تجسيدًا حقيقيًا للنخبة الفلسطينية التي جمعت بين الوطنية والهوية الثقافية، وأسهم أبناؤها في بناء الوعي الفلسطيني، والدفاع عن قضاياه، داخل الوطن وفي الشتات.
