تُعد عائلة الشنتير من العائلات العريقة في بلاد الشام، ويعود توثيق وجودها في فلسطين إلى حوالي القرن الثامن الهجري (700 هـ)، أي قبل أكثر من 750 عامًا، كما ورد في مصادر تاريخية موثوقة أبرزها كتاب "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل" للمؤرخ مجير الدين الحنبلي.
وقد عُرف من هذه العائلة في القرون الوسطى عدد من العلماء والفقهاء والوجهاء الذين تركوا بصمات مهمة في الحياة الدينية والقضائية في القدس وغيرها من المدن، وكان لهم ارتباط وثيق بـالمدرسة النصرية والحرم القدسي الشريف.
من أبرز الشخصيات التي ظهرت في العصر المملوكي والعثماني المبكر من آل الشنتير:
الإمام ناصر الدين ابن الشنتير: إمام قبة الصخرة المشرفة في المسجد الأقصى، وكان يُعد من كبار علماء عصره في العلوم الشرعية.
الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشنتير: أحد الفقهاء المعروفين، وله إسهامات في القضاء والتعليم الديني.
الإمام العلامة ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن حبشي الحنفي المعروف بابن الشنتير: مفتي الحنفية في بيت المقدس، وكان له أثر كبير في التوجيه الفقهي في المدينة، وذُكر في كتب التراجم كعالم بارز في الفقه الحنفي.
مع مرور الزمن، تفرعت العائلة وسكنت عدة مدن فلسطينية، منها:
نابلس
القدس
الخليل
طولكرم
يافا
وفي العصر الحديث، ونتيجة للنكبات والشتات، استقر عدد كبير من أبناء العائلة في الأردن، خاصة في عمّان، السلط، والزرقاء. كما تواجدت فروع أخرى في المغرب، الجزائر، والسعودية، وخاصة في منطقة الباحة (بلاد زهران)، حيث اندمجوا في النسيج الاجتماعي والثقافي المحلي.