عائلة الحنبلي
عدد القراءات: 20497
 

عائلة الحنبلي في مدينة نابلس: إرث شريف وتاريخ حافل بالعلم والعطاء

تُعد عائلة الحنبلي من أعرق وأقدم العائلات النابلسية، وهي من العائلات الشريفة التي تنتمي نسبًا إلى الإمام جعفر بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأحد أوائل شهداء الإسلام في معركة مؤتة. وبناءً على هذا النسب، فقد حظيت العائلة بمكانة دينية مرموقة، وتولت نقابة الأشراف في فلسطين حتى بدايات القرن العشرين، وكانت مرجعية دينية واجتماعية في مدينة نابلس.

التدين والعلم... إرث مستمر

عرفت العائلة بتدينها وحرصها على طلب العلم، وتُعد من العائلات القليلة التي ارتبط اسمها منذ قرون بـالمسجد الحنبلي، أحد أقدم وأعرق مساجد نابلس، حيث يؤم علماؤها هذا المسجد منذ ما يزيد على 700 عام، ويُعد من أبرز معالم البلدة القديمة.

ومن أبرز أفخاذ العائلة: عائلتا النقيب وهاشم، وكلتاهما لعبتا أدوارًا دينية ووطنية مميزة في التاريخ الحديث لفلسطين والأردن.

شخصيات بارزة من العائلة

أخرجت عائلة الحنبلي عبر القرون العديد من العلماء والقيادات الدينية والاجتماعية، ومن أبرزهم:

  • الشيخ منيب هاشم: مفتي الآستانة، وأحد علماء الشريعة البارزين في الدولة العثمانية.

  • الشيخ راضي الحنبلي: من كبار علماء نابلس، وأحد رموز الإصلاح الاجتماعي والديني في المدينة.

  • الدكتور عبد الرحيم الحنبلي: أحد أبرز شخصيات فلسطين الحديثة، عضو مجلس الأوقاف الأعلى، ونقيب الأطباء البيطريين سابقًا، ورئيس لجنة زكاة نابلس.

  • الشيخ محمد عبده هاشم: مفتي المملكة الأردنية الهاشمية السابق.

  • إبراهيم هاشم: رئيس وزراء الأردن سابقًا.

  • المهندس مهدي الحنبلي: نائب رئيس بلدية نابلس سابقًا.

  • المهندس أسيد الحنبلي: خبير في البنك الدولي، ويُعرف بنشاطه في قضايا التنمية والحوكمة.

  • عمر هاشم: رئيس غرفة تجارة نابلس، وأحد رجال الأعمال المعروفين.

الشهادة والعطاء الوطني

ومن أبرز رموز العائلة في العمل الوطني، الشهيد المهندس محمد عبد الرحيم الحنبلي، المعروف بلقب "المهندس الخامس" في كتائب القسام. استشهد في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 5 أيلول/سبتمبر 2003 في مدينة نابلس، بعد مطاردة طويلة، وترك خلفه سيرة نضالية مشرفة.

التعليم والانتشار الجغرافي

يُعرف عن أبناء العائلة حرصهم الشديد على طلب العلم والاجتهاد الأكاديمي، حيث نادرًا ما تجد فردًا من العائلة لا يحمل شهادة جامعية. ويعمل معظم أبنائها اليوم في مجالي الهندسة والطب، بالإضافة إلى وظائف مرموقة في قطاعات حكومية ودولية.

ورغم تمركزهم التاريخي في نابلس، إلا أن أبناء العائلة يقيمون اليوم في عدد من الدول، منها: فلسطين، الأردن، السعودية، الولايات المتحدة، وغيرها من دول العالم، محافظين على هويتهم، ومرتبطين بجذورهم، ومساهمين في بناء المجتمعات التي يعيشون فيها.

الخاتمة

تجسد عائلة الحنبلي نموذجًا للعائلة الفلسطينية التي جمعت بين الانتماء الشريف، والعلم، والدين، والعمل الوطني. وساهم أبناؤها – رجالًا ونساءً – في بناء المجتمع الفلسطيني، وظلوا على مرّ العصور أوفياء لتراثهم، متمسكين بالقيم التي تربوا عليها، لتبقى العائلة إحدى ركائز الحياة الدينية والثقافية في نابلس وفلسطين.
تصميم وتطوير: ماسترويب