تُعد عائلة المصري في مدينة نابلس من العائلات العريقة التي عُرفت بإسهاماتها المتميزة في مجالات العلم والثقافة والعمل الوطني، وقد برز من بين أفرادها عدد من الشخصيات المؤثرة التي تركت بصماتها في تاريخ فلسطين المعاصر.
يُعد الأستاذ نمر المصري من أبرز أعلام العائلة، وقد لقّبه جلالة الملك فيصل الأول بـ**"خطيب شباب فلسطين"** تقديرًا لبلاغته وحضوره المؤثر في الساحات الوطنية. وكان نمر المصري ضمن وفد "مؤتمر الشباب" الذي شارك في استقبال الملك فيصل أثناء مروره بمحطة اللد في طريقه إلى حيفا، ومن ثم إلى أوروبا.
عرفته الأوساط الوطنية والأدبية في فلسطين كأحد الرموز البارزة، وكان يشغل منصب أمين حزب مؤتمر الشباب برئاسة الحاج يعقوب الغصين، كما تولى إدارة المدرسة العباسية التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى، ورئاسة نادي معهد الشباب الرياضي في مدينة الرملة.
بعد النكبة، واصل نمر المصري مسيرته السياسية، فتولى منصب رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في عهد رئيسها أحمد الشقيري. وكان أيضًا أحد قيادات حزب التحرير الإسلامي، قبل أن ينسحب منه احتجاجًا – إلى جانب الشيخ داود حمدان – على ممارسات رأوها بعيدة عن مبدأ الشورى من قبل رئيس الحزب الشيخ يوسف النبهاني.
توفي الأستاذ نمر المصري في شهر آذار/مارس من عام 1994.
كان الأستاذ محمد المصري أحد القيادات التربوية في مدينة اللد، حيث شغل منصب مدير المدرسة الصلاحية الأهلية. كما كان فاعلًا في الحراك الثقافي والرياضي، إذ تولى منصب أمين سر نادي الثقافة والرياضة، وكان كذلك أمينًا عامًا لمركز الإسعاف الوطني في المدينة خلال عام 1948، وقد أسهم المركز حينها بشكل كبير في إسعاف جرحى الأحداث قبيل نكبة فلسطين.
توفي الأستاذ محمد عبد الرحمن المصري في 20 كانون الأول/ديسمبر 2010، تاركًا إرثًا من العمل الإنساني والتربوي.
ينتمي إلى فرع "نجم الدين" من العائلة، وقد عُرف بعطائه في المجالين التعليمي والدبلوماسي. عمل قبل النكبة مدرسًا في المدرسة الصلاحية في اللد، ثم انتقل بعد النكبة إلى اليمن، حيث تولى إدارة مدرسة صنعاء الثانوية، قبل أن يُعين مستشارًا ثقافيًا للجمهورية اليمنية في سفارتها لدى المملكة الأردنية الهاشمية.
توفي الأستاذ عبد الرؤوف نجم الدين المصري في 18 شباط/فبراير 2001، بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء.
خاتمة
جسدت عائلة المصري في نابلس نموذجًا للعائلة الفلسطينية المنخرطة في بناء المجتمع، والدفاع عن الهوية، والمساهمة الفاعلة في ميادين التربية والسياسة والعمل الإنساني. وما تزال سير أفرادها مصدر إلهام في مسيرة النضال الوطني والثقافي الفلسطيني.