بسام الشكعة 1930-
بسام الشكعة  1930-
بسام الشكعة 1930-
عدد القراءات: 8699

ولد بسام الشكعة في نابلس عام 1930 ودرس في مدارسها وفي العام 1948 انضم إلى جيش الإنقاذ كما انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي إلا انه ترك الحزب رسميا عام 1961 لخيبة أمله من الانفصال الذي قضى على (الجمهورية العربية المتحدة) التي وحدت القطرين المصري والسوري. حكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أعوام حكما غيابيا إلا انه لجأ إلى سوريا وأصبح لاجئا سياسيا فيها من 1959-1965 كان انتخابه والمجلس البلدي في نيسان 1976 ومعظم البلديات في الضفة الغربية بمثابة الحدث المفصلي الذي جعل قرار مؤتمر القمة العربية الذي عقد في الرباط عام 1974 القاضي بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني في جميع الأماكن .

المُناضِل بسَّام الشَّكْعَة.. رَجلٌ وقَضيَّة/ بقلم: علي عقلة عرسان

أبو نضال مُقاوم من جَبل النار.. وهجُ روحه من وهجِ أرضه، وعزم شعبه، وثباته على المبدأ، ذلك الثبات المتجدِّد المُوحي المتألق، على الرغم مع معاناته المُرَّة الطويلة.. يستمدُّ قوة ودفعاً من عدالة قضية فلسطين التي نذر نفسه لها، ومن خيار المقاومة الذي اختاره، ومن دم الشهداء الذين ينيرون الدروب، ويجددون العهد على الكفاح حتى التحرير.. وهو يقول بهذا كله وينتمي إليه.. هو كما عرفته عن قرب، رجل ذو موقف ومبدأ ورؤية ومنهج، أخلص لفلسطين وخلُص كلياً لها، ولم يرها إلا من منظور انتمائه الأعم والأعمق لوطنه العربي وأمته العربية العريقة، بأهدافها الكبيرة وتطلعاتها المشروعة..

عايش بسام الشكعة تفاصيل قضية فلسطين من مبتداها، وشرَّشت في عروقه حتى صارت لُحمة حياته وسداها، وصار حق العودة، وحق تقرير المصير لهذا الشعب الصابر المثابر المكافح الصامد فوق أرضه التاريخية فلسطين، عنواناً له ونسغ حياته، ومحور نشاطه، وشواغله العليا. هو رجل لا يَحْتلب ضروع قضية شعبه ليشرب ويأكل ويُثري، ويرى ألا حلَّ لها تأتي به مفاوضات مع العدو الصهيوني المُحتل، تقوم على التنازلات، لأن طرفها الفلسطيني أعزل، ولا يتسلَّح بالمَقاومة لتكون له درعاً وحصناً وعوناً وقوة.. ونتشارك وإيَّاه في أن الحل هو بتحرير فلسطين كلها من النهر إلى البحر، لأن المُحتل الصهيوني يريد فلسطين كلها من النهر إلى البحر، ويعمل على إبادة شعبها مادياً ومعنوياً، ولا يكون الرد على ذلك المشروع العنصري - الصهيوني الإبادي، بالاستسلام له، وتسليمه فلسطين دولة " يهودية"، وجعله ينفذ مخططاته بأمان واطمئنان، حسب مرحليات يضعها ويفرضها هو وحلفاؤه على فلسطينيين، بكل الوسائل والسبل، ومنها تمزيقهم وعزلهم عن بيتهم العربي.. وعلى أمة يدفعها العدو وحلفاؤه الغربيون لترى إلى القضية بوصفها نزاعاً فلسطينياً- "إسرائيلياً"، وليست صراعاً عربياً صهيونياً، ويهودياً ضمناً!!.. و" إسرائيل" تفعل ذلك تحت ستار المُفاوضات، وادعاء العمل من أجل " السلام"، بينما حقائق الأمور كلها تشير إلى أن العدو العنصري يستوطن، ويهوِّد، ويعزز وجوده بالقوة الشاملة، وبامتلاك كل أنواع الأسلحة النووية والاستراتيجية والتقليدية.. وهذا يعني بوضوح أنه يؤسس للعدوان واستمرار الاحتلال، وأنه لا تعايش ولا سلام مع كيان عنصري محتل هذه صفاته وأهدافه وأساليبه ووسائله.

وهذا كان جل هم الشكعة، وجوهر دعوته، ومحور اهتمامه.. وعمل على أن يعي الشعب الفلسطيني هذه الحقائق، ويواجهها باستراتيجية وطنية وقومية ثابتة ومستمرة ومتنامية.. هذا هو شاغل المناضل بسام الشكعة، ومرتكز تفكيره، ومحور نضاله وتدبيره، وجوهر مواقفه المَبدئية كما أراه، وهو سبب رفضه التعاونَ مع الاحتلال وحلفائه الأميركيين، وسبب خلافاته مع قيادات وشخصيات فلسطينية، لها رؤى أخرى مختلفة عن روآه، وخيارات مغايرة لخياراته.

ومدخل مناضلنا الكبير إلى الحل الذي يراه ويرتضيه لقضية عادلة، روى شعبُه كلَّ حرف من حروف تاريخها بالدمع والدم.. مدخله، هو المُقاومة حتى النصر، والتحرير الشامل للأرض، والعودة المظفرة للشعب إلى وطنه التاريخي، ليمارس فيها بكرامة واقتدار، حقَّه في تقرير مصيره بحرية تامة، فوق تراب وطنه المحرر.. والعمل الدؤوب على جعل الشعب الفلسطيني كله، يقف بثبات وراء هذا الخيار، ويجعلُه، بالتضحيات والمثابرة، خيارَ الأمة العربية كلها. وهذا هو أصلاً المنظور الذي قامت من أجله الإضرابات، والهَبَّات الشعبية، والاعتصمات، والثورات، والانتفاضات الفلسطينية، منذ وعد بلفور المَشؤوم.. وهو ما قامت عليه منظمة التحرير الفلسطينية، وما رسخه الميثاق الوطني الفلسطيني، وما يأخذ به كثيرون من الفلسطينيين والعرب.. وتتأكد صحته يوماً بعد يوم، وخطوة بعد خطوة.. لكل من يتتبع نهج الاتفاقيات والمُفاوضات والمبادرات الفلسطينية والعربية التي تخلَّت عن المُقاومة، وأدانها بعض قادتها ووصفوها بالإرهاب في وقت من الأوقات، بل وحاصرها وحاربها بعضهم أيضاً. وقد ثبت من خلال التجربة الطويلة المُرة أن المفاوضات مع الكيان الصهيوني لن تعيد وطناً إلى شعب، ولا شعباً مشتتاً إلى وطنه، ولن تقدم حلولاً ناجعة لقضية عادلة بحجم قضية فلسطين وعمقها وأبعادها، ولن تحقق سلاماً دائماً ومستقراً في المنطقة.. وهي مخدِّر للشعب، ومضيعة للوقت، ومبدّد لإرادة الأمة.. لأنه في ظلها وبانتظارها، تموت الهمم ويفسُد الرجال، ويتزعزع ولاء الدول العربية للقضية الأم، ويزحف الاستيطاني والتهويد على القدس، وعلى معظم الضفة الغربية، ويستمر العدو الصهيوني في تطوير قواته وقدراته وأساليبه النازية، وفي قضم الأرض وتهويد القدس وقتل الشعب. وعلى هذا فالمفاوضات تسفر عن مزيد من المُعاناة للشعب الفلسطيني، وعن مزيد من التنازلات للعدو الصهيوني، وتكرِّس المشروع الاستيطاني – الاستعماري في المنطقة.. وهو مشروع يستهدف كل مقومات الأمة العربية وهويتها وتقدمها ونهوضها ووجودها الحي ذاته.

ومن هذا المنظور كانت قضية فلسطين قضية قومية ومسؤولية قومية، ويجب أن تبقى كذلك، لأن ما يملكه العدو المحتل من آلة حرب، وما يعمل على تعزيزه من قدرات عسكرية، نووية وغير نووية، أكبر من قدرات الشعب الفلسطيني وحده على إنجاز التحرير وهزيمة الاحتلال واستعادة فلسطين، وهو يحتاج إلى قوة الأمة، ولهذا ولسواه من الأسباب الاجتماعية والتاريخية والثقافية والعقيدية.. إلخ ، تبقى قضية فلسطين قضية قومية، ومسؤولية تحريرها تقع على عاتق الأمة العربية، وفي طليعتها الشعب الفلسطيني.. هكذا كانت القضية منذ نشأتها، وهكذا ينبغي أن تبقى "قضية مركزية في النضال العربي لمواجهة المخطط الاستعماري – الصهيوني الذي رسخ " إسرائيل" قلعة متقدمة للاستعمار الغربي، بوجهيه القديم والجديد.. وهو أعتى ما استهدُفَت به الأمة العربية وأحلامُها وتطلعاتها ونضال أبنائها، من مشاريع الاستعمار الهادفة إلى ضرب الوحدة والتحرير والإرادة والحرية، والتقدم الاجتماعي، والنهضة الحضارية العربية الشاملة.

هكذا أرى وأقرأ رؤية هذه السنديانة الفلسطينية، بسام الشكعة، لقضية شعبه وأمته، وهكذا أتقرَّى صمودَه في خضم الهزَّات التي انتابت وتنتاب الوضعين الفلسطيني والعربي، منذ مصائر جيش الإنقاذ الذي انضم إليه أبو نضال عام 1948، وردَّد مع استاذه الرائد الشاعر، عبد الرحيم محمود، بحميّة وحماسة:

سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مَهاوي الرَّدى

فإمَّا حياةٌ تَسرُّ الصَّديق وإمَّا مماتٌ يغيظ العدا

هكذا.. منذ ذلك التاريخ النضالي المُشرِّف.. إلى أوسلو المشؤومة، وما سبقها على يد السادات، وما تلاها من بعد في وادي عربة من اتفاقيات ومعاهدات، وما توالد عن ذلك وسبَّبه من سياسات ومبادرات عربية جماعية. تعطي العدو الصهيوني المحتل اعترافاً عربياً جماعياً به، وتطبيعاً معه، وأمناً تكفله له.. وتقدم للفلسطينيين قبض الريح، ومزيداً من الجراح والتجريح.

تعرفت على المناضل العربي الكبير بسام الشكعة في أثناء لقاءاتنا في مؤتمرات وندوات واجتماعات، جمعتنا في دمشق وطرابلس الغرب وبيروت وربما في عواصم عربية أخرى، وكان ذلك في إطار كوننا أعضاءاً في الأمانة العامة لملتقى الحوار العربي الثوري، والمؤتمر القومي العربي، والمؤتمر العربي الإسلامي.. وفي المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي انعقد في دمشق وترأسه، هو كما ترأس اللجنة التنفيذية التي تشكلت لتتابع تنفيذ مقرراته.. وازددتُ معرفة به، وتقديراً له، من خلال متابعتي لبعض ما كتب، ولنشاطه الدؤوب رغم وضع كان فيه، من شأنه أن يعيق رجالاً عن الحركة.. هذا فضلاً عن متابعة أخباره ومواقفه يوم حُكم عليه، وأبعد عن فلسطين وبقيت في قلبه لم يبتعد عنها، وظلَّ في بلاد الشام حيث فلسطين الجزء الجنوبي الغربي منها.. وقد شدني إليه، منذ ترأس بلدية نابلس في انتخابات نيسان 1976، وأثَّر فيَّ تعرضه لعدوان من "التنظيم الإرهابي الصهيوني السري للعنصريين الصهاينة " 2 حزيران (يونيو) 1980، حيث تم تفجير سيارته وأدى ذلك إلى بتر رجليه. ومن "قام بالعملية الإرهابية التي أدت إلى قطع رجلي بسام الشكعة، وزميله كريم خلف، وهما رئيسي بلديتين في الضفة الغربية.. هم مجموعة من الإرهابيين اليهود، "من بينهم حاجي سيغل، الذي يشغل الآن - ٢٠١٨ - منصب مدير " مرصد أول"، الذي يموله هو وجريدة " إسرائيل اليوم"، من اموال المُقامرات للملياردير شيلدون أدلسون."/ كما ذكر عودة بشارات في مقال له بعنوان " برعاية إرهابي ليلة واحدة"، نُشر في جريدة هآرتس 5/3/2018

وقد تطابقت رؤانا وآراؤنا ومواقفنا القومية، أنا والشكعة، من قضية فلسطين وفي الكثير من قضايا عربية أخرى، والتقينا أكثر في الاتفاق على "مركزية العمل القومي"، وفي الرؤية المبدئية لضرورته واستراتيجيته، وأهمية تنظيمه واستمراره، والارتفاع به إلى المستوى الأعلى فالأعلى.. من دون أن يمس ذلك أبعاده الإنسانية.. ولذا أوافقه القول، عندما يقول: "إن كل المعطيات المبدئية والسياسية التي يستهدي بها أي شعب على الكرة الأرضية، هي أن نهوضه مرتبط بالاتجاه القومي لأنه الإطار الوطني والجغرافي والتاريخي الذي يجمع أفراد الأمة ويوحدها"، وأضيف إلى ذلك البعد العقائدي المعتدل، في تداخله العضوي المكون للهُوية. وذاك مدخل إلى الوعي والقوة والنهضة والتحرير، تحرير القرار والإرادة العربيين من أشكال الهيمنة الخارجية، لا سيما الأميركية - الغربية – الصهيونية، ومن أنواع العجز والخوف والانحراف والتواطؤ والتآمر، وضعف الرؤية السياسية المستقبلية أو انعدامها.. والتأسيس بالوعي والانتماء لانحسار المذهبية المدمِّرة، والمنظور القطري الضيق المتمركز " المتقوقع" في " أنا أولاً"، التي تعني في نهاية المطاف "لا أنا ولا أنت ولا أمتنا" آخراً وأخيراً؟!! إن ظهور مشروع تحرير بهذا المعنى والمبنى والشمول، لا يكون إلا بتحرير الإنسان العربي المكبَّل بقيود وأغلال.. وتحرير السياسة العربية من الاستبداد والتمركز حول الفرد " المتألِّه"، ومن الفساد والادعاء والتبعية، وإخراجها من دائرة الاحتماء بالآخرين إلي الاحتماء بالشعب، ومن الدخول في عباءة الهيمنة إلى الاعتماد العدل والشعب، والتخلص من الانتهازية والغلوّ والفردية المتورمة.. وشرط ذلك ومدخله الرئيس، تحرير الإنسان العربي اقتصادياً، وتحريره من الجهل، ومن كل أشكال الاستعباد والظلم والقهر والفساد والإفساد، ومن كل ما يشل مبادراته الخلاقة، وقدراته، وإبداعه.. وما يجعله عاجزاً عن التصدي لتحديات العصر والعلم والتقانة والتنمية، وما يقيده بتخلف وبولاءت ضيقة مريضة مُمْرِضة، أياً كانت، ومن أي نوع ولون.

لقد كان لمواقف أبي نضال " بسام الشكعة" تأثير في شرائح من شعبه، وغرَس في فلسطين، وفي مخيمات الشتات الفلسطيني شتلاتٍ مباركةً، أثمرت مقاومين ومقاومات، وكان له ولزملائه المُخلصين من رؤساء البلديات في الضفة الغربية، ولما تعرضوا له من محاولات اغتيال وملاحقة واضطهاد من الاحتلال الصهيوني.. تأثير في الانتفاضات الشعبية الفلسطينية، وتجذير للمقاوَمة وخيارها.. فهم في مواقفهم ونضالهم ضد مخطط العدو الصهيوني، المتمثل آنذاك في مشروع الحكم الذاتي.. لم يكن رفضهم شعاراتياً، ولا " رفضاً لشعار"، بل كان رفضاً لكل تطبيقات ذال التوجه وانعكاساته على الأرض والمجتمع، وكان وقوفاً ضد محاولات الفصل والعزل، ومن أجل الاحتفاظ بروح ووعي الانتماء".. وكان في تشكيلهم للجنة التوجيه الوطني من أجل مقاومة مشاريع الاحتلال و" تجسيد وحدة نضال الشعب وقيادته ميدانياً".. مسهمة في التأسيس لتحرك شعبي فلسطيني غير مسبوق، كان مفتاحاً للانتفاضة الأولى التي أسست لما بعدها من تحرك شعبي فلسطيني واسع النطاق، دفع باتجاه تكوين حركات وتنظيمات مُقاومة، سلمية ومسلحة، أكدت قدرتها ورسوخ قدمها في ساحة النضال الفلسطيني، والرد على عدوان الكيان الصهيوني المستمر.. وبذلك أعيد ترسيخ نهج المُقاومة الفلسطينية الرافض للاستسلام، والموازي لنهج التفاوض العاري من كل ورقة وقوة ضغط مجدية، بمواجهة عدو لا يفهم إلا لغة القوة.

إن الاحتفاء بأبي نضال، سنديانة نابلس ووهج جبل النار وروح الشعب الفلسطيني الأبي، بسام الشكعة.. احتفاء برمز من رموز النضال الفلسطيني، ووفاء لشخصية وجيل وقضية، وتعزيز لخيار المُقاومة ونهجها، بوصف ذلك الخيار طريقاً للتحرير والعودة.. وفي ذلك أيضاً، تذكير بالبعد القومي لقضية فلسطين والمسؤولية القومية عنها، ورفد للذاكرة الفلسطينية الزاخرة بالرموز والشهداء والمناضلين والمقاومين على الأرض وفي سجون العدو الصهيوني ومعتقلاته النازية.. وهذا الاحتفاء، قبل ذلك كله وبعد ذلك كله، إعلان بصوت العقل والوجدان والروح، تلهج به الحناجر، وتسطره دماء الشهداء والكلمات المواقف، إعلان يقول: " إن فلسطين عربية من البحر إلى النهر، وهي لشعبها الأصلي الأصيل مهما طالت غربته عنها واغترابها عنه، وأن النصر آتٍ.. آتٍ.. آت.. والمقاومَة نهج وخيار وقرار وعنوان لشعب، وبهجة بانتصار.".

شافى الله أبا نضال " بسام الشكعة" وعافاه، وتحية له، رفيق درب طويل، وشريك نضال شريف، وتهنئة له باحتفاء شعبه به رمزاً عام ٢٠١٣.. والمجد لشهداء فلسطين وشعبها ومقاوميها ومناضليها ورموزها، ولشهداء الأمة العربية على طريقها، والحرية للمعتقلين والأسرى..

وإنها لثورة حتى النصر بعون الله.


بسام الشكعة  1930-
بسام الشكعة  1930-
بسام الشكعة  1930-
أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار
تصميم وتطوير: ماسترويب