جمعية الاتحاد النسائي العربي بنابلس مؤسسة اهلية خيرية غير ربحية وغير حكومية ، تأسست عام 1921، وعملت منذ تأسيسها على تقديم يد العون والمساعدة للمجتمع الفلسطيني في مختلف المجالات الصحية والاجتماعية والانسانية .وقد لعبت هذا الدور التنموي منذ ثمانية عقود دون توقف.
وتهدف الجمعية الى:
تاريخ الجمعية
يرجع الفضل في تأسيس هذه الجمعية إلى فتاة متحمسة محافظة ، تنحدر من أسرة تقليدية تسكن البلدة القديمة من نابلس ، وهي مريم هاشم ، قامت مريم هاشم وعلى أثر بروز المشاكل الناجمة عن الاحتلال البريطاني لفلسطين بتفعيل دور العديد من الفتيات النشيطات في منزلها ، حيث كن يقمن بتنظيم العديد من النشاطات ذات الطابع الاجتماعي والانساني كرعاية أسر شهداء الثورة الفلسطينية وغيرها من النشاطات الانسانية، وذلك للتخفيف من حدة المشاكل التي بدأ السكان يعانون منها ، فقد كان السكان مرهقون أصلا ، مما زاد من متاعبهم اجتياح القوات البريطانية لفلسطين .
كانت مريم هاشم ورفيقاتها من ذوي التعليم المحدود ، حيث لم يكن هناك تعليم عال للفتيات في نابلس في العشرينيات من القرن العشرين . إلا أن اصرار هؤلاء الفتيات قد ساعدهن على تنظيم أنفسهن في جمعية أطلق عليها اسم " جمعية الاتحاد النسائي" وتمييزاً لها عن باقي الجمعيات التي تحمل نفس الاسم في القدس ورام الله وبيت لحم ، تمت إضافة كلمة "بنابلس" إلى الاسم الكامل للجمعية ، ولم تكن هذه الجمعية فرعا لجمعية أم تدعى بنفس الاسم ، بل أن الظروف التي سادت في تلك المرحلة في بيروت والقاهرة ودمشق ، وبروز المرأة بجرأة قبيل وأثناء حركة هدى شعراوي في القاهرة ، كان له الأثر المشجع للعديد من الفتيات والنساء من أبناء الأسر الكبيرة على المبادرة بتنظيم أنفسهن في جمعيات مناطقية أطلق عليها اسم جمعية الاتحاد النسائي العربي ، وكانت زليخة الشهابي رئيسة جمعية الاتحاد النسائي العربي في القدس هي صاحبة الفضل في تعميم فكرة جمعية الاتحاد النسائي العربي في مختلف المناطق الفلسطينية ، والتنسيق بينهم وإجراء الاتصالات العربية .
وإبان وقوع البلاد كليا تحت الانتداب البريطاني ، وتحديداً عام 1921 ، تابعت المرأة الفلسطينية في نابلس أعمالها وجهودها في سبيل القيام بالخدمات الانسانية والاجتماعية بهمة ونشاط لمؤازرة المواطنين ، فعملت على تشجيع الفتيات على تلقي العلوم والمعارف في مدارس المدينة ، كما اهتمت بمساعدة فقراء المدينة ، إذ كانت تساعد الاسر الفقيرة على مواجهة متاعب الحياة وقسوة العيش ، وقامت بإنشاء مدرسة لمكافحة الامية ورفع مستوى العلم بين الفتيات اللواتي لم يساعدهن الحظ في الالتحاق بالمدارس.
وفي عام 1936 واصلت جمعية الاتحاد النسائي كفاحها الا ان تم تسجيل اول هيئة ادارية لجمعية الاتحاد النسائي العربي بنابلس عام 1945 ، حيث ابتدأت بإنشاء اولى مؤسساتها ، فأسست النادي الثقافي الرياضي ، واستمر نشاط الاتحاد في ميادين العمل الاجتماعي والانساني على خير وجه الى ان وقعت نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، حيث قام الاتحاد النسائي بواجبه الوطني والانساني، واثبتت بذلك النساء انهن قويات في ايمانهن وكفاحهن الذي لا يقل عن كفاح اقرانهن من الرجال.
واستمرت الجمعية في مشروعها الانساني الطويل خلال فترة الحكم الاردني للضفة الغربي 1948-1967 ، فقامت بجمع المزيد من التبرعات من مختلف البلدان العربية ، من الكويت والمملكة العربية السعودية والعراق وغيرها ، ومن البنوك والمؤسسات والمواطنين والشخصيات الاعتبارية، وشاركت الجمعية في العديد من اللقاءات النسوية في دمشق وعمان وبيروت والقاهرة ، وفعّّلت علاقاتها مع المؤسسات العربية والمسؤولين العرب في مواقعهم ، وذلك من أجل توفير كل ما امكن توفيره لخدمة هدفها النبيل ، في استكمال بناء دار اليتيمات ، ومن أجل الاستمرار في تقديم المساعدات الصحية والتعليمية والاجتماعية لمختلف الشرائح الاجتماعية ، ضمن ظروف تزداد صعوبة يوما بعد يوم.
وفي عام 1970 افتتحت الجمعية احد أهم برامجها ، الا وهو مستشفى الاتحاد النسائي العربي ، حيث تكللت الجهود الحثيثة التي بذلتها الجمعية لانجاز هذا المشروع بالنجاح ، ويعتبر مستشفى الاتحاد النسائي من اهم مستشفيات شمال الضفة الغربية لما يقدمه من خدمات جليلة للمواطنين . حيث استمر هذا المستشفى في التطور والتقدم الى أن أصبح قادراً على النهوض بالعبء الكبير أثناء الانتفاضة الفلسطينية الاولى 1987-1995، حيث سمي هذا المستشفى بمستشفى الانتفاضة.
مؤسسات جمعية الاتحاد النسائي
تأسست هذه الروضة عام 1952، وتهدف الى رعاية بنات الشهداء الابرار واليتيمات المعوزات اللواتي فقدن حنان الاسرة وكفالة العائل ورعاية الوالدين ، وتقدم الجمعية للبنات العطف والعناية والرعاية ، وتقوم بتعليمهن وتثقيفهن وسد احتياجاتهن من كافة الوجوه، ويشترط في قبول الفتيات ان يكن من بنات الشهداء او ممن فقدن الوالدين او احدهما اوحنان العائلة مع الفقر المدقع ، وتتراوح اعمار البنات في دار اليتيمات بين اربعة اعوام وعشرين عاماً ، ويتلقين التعليم بمراحله المختلفة ، ابتداءاً من روضة الاطفال وحتى المرحلة الجامعية ، كما تتدرب الفتيات على الاعمال اليدوية والفنون التطريزية والحياكة والخياطة لاكتساب المزيد من المهارات التي ستساعدها في شق طريقها في المستقبل. ويشرف على الفتيات اليتيمات طاقم مكون من 11 موظفة من المشرفات الاجتماعيات اللواتي يقمن بتعويض الفتيات اليتيمات عما لحق بهن من فقدان للعطف الاسري وحنان الام .
النشاطات اللامنهجية في دار اليتيمات
تم بناء هذا المستشفى عام 1970 ، حيث انتقل اليه كل من مستوصف الاتحاد النسائي لتوليد اللاجئات ومستوصف معالجة اطفال اللاجئين التابعين للجمعية والذين تأسسا عقب تهجير المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم عام 1948، والهدف من انشاء المستشفى هو توفير ارقى الخدمات الطبية للمواطنين ، وتقديم يد المساعدة والعون للمعوزين من ابناء الشعب.
يضم مستشفى الاتحاد النسائي في رحابه أقسام الجراحة العامة والامراض النسائية والتوليد ، والامراض الباطنية والاطفال وقسم العمليات الجراحية والاشعة ومختبر وبنك للدم وقسم للعناية المكثفة وقسم آخر للامراض الباطنية وغيرها من الاقسام .هذا بالاضافة الى أقسام الادارة والمحاسبة وسكن الاطباء والممرضين .
ومستشفى الاتحاد النسائي العربي مستشفىً خاص غير ربحي ، سعته 101 سريراً ، يعمل فيه 160 موظفاً.
واستطاعت الجمعية خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة تزويد المستشفى بأحدث الاجهزة الطبية وعينت كوادر مؤهلة لرفع مستوى الخدمات الطبية والتمريضية والادارية ، كما ارسلت عدداً من موظفيها في بعثات دراسية او دورات تدريبية في مختلف المجالات ، وهي تسعى الآن لتطوير المستشفى ليصبح مستشفىً تعليمياً. وقد وضعت إدارة المستشفى مخططاً اتطوير المستشفى وتدريب المزيد من الكوادر الطبية والفنية والادارية ، وإستحداث أقسام متخصصة منها جراحة الدماغ والاعصاب والجراحة التجميلية والقسطرة.
في منزل تقليدي قديم ، افتتح عام 1962 مركز النور للكفيفات ، والذي تم تزويده بما يناسب الكفيفات من متطلبات رئيسية ، ويتسع المركز لعشرين فتاة كفيفة ، ومن أهدافه العناية بالطالبات اللواتي فقدن نعمة البصر وتعليمهن وتدريبهن وتأمين مستقبلهن ، وتتلقى الفتيات الكفيفات تعليمهن على طريقة برايل ( اللمس) بمراحله المختلفة الابتدائية والاعدادية والثانوية وفق منهاج وزارة التربية والتعليم ، وقد اجتاز قسم منهن امتحان شهادة الثانوية العامة ، وتتدرب الفتيات الكفيفات على الاعمال اليدوية والحياكة والتريكو ، ويقمن في نهاية كل عام دراسي معرضاً لاشغالهن . وتتراوح اعمار الفتيات نزيلات مركز النور بين 13-25 عاماً.
يؤمن المركز المسكن والمأكل والتأمين الصحي للفتيات الكفيفات بالمجان. بالاضافة الى توفير الوسائل اللازمة للراحة النفسية والاجتماعية ، وقد عملت جمعية الاتحاد النسائي العربي على تدريب الفتيات وتعليمهن على الاعتماد على الذات ، وذلك من خلال مدربة مؤهلة لهذا الغرض.
تأسست عام 1997 بمساعدة مالية من مركز الاستشارات التنموية ، وقد تم تأثيثها وفق أحدث المواصفات التربوية ، وتعتبر من أفضل الرياض الموجودة في المدينة.
أختيرت معلمات مؤهلات لهذه الروضة ، وتم تجهيز الروضة بالالعاب النموذجية ، وبلغ عدد اطفال الروضة 60 طفلاً.
تأسس عام 1991 ، ويقوم هذا المصنع بانتاج مختلف انواع الملبوسات ، وتعمل فيه مجموعة من الفتيات اللواتي تدربن على الحياكة والخياطة ، ليصبح العمل في هذا المصنع مصدراً للرزق وليساعدن اسرهن في تحمل أعباء الحياة الاقتصادية.
كلية التمريض كلية معترف بها من وزارة التعليم العالي الفلسطينية ، بدأ التدريس فيها مع بدء العام الدراسي 2000/2001، وقد جاء افتتاح هذه الكلية لتزويد المجتمع الفلسطيني يالكوادر الطبية ، ويدرس فيها 20 طالباً وطالبةً . وهي تمنح شهادة الدبلوم في التمريض .
وتهدف الكلية الى تأهيل مجموعة من الفتيات والشبان للعمل في التمريض ، وذلك لتزويدهم بالخبرات اللازمة للعمل في المستفيات المحلية ، ويشرف على الكلية كادر مؤهل من الاطباء والمختصين ممن يحملون شهادات الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس في الطب ، ويحصل الطلاب على تدريبهم العملي في مستشفى الاتحاد النسائي ، ويستطيع الطالب ان بكمل دراسته للحصول على البكالوريوس . ويدرس الطلاب متطلبات التمريض الاساسية والتمريض النفسي وتمريض الاطفال وتمريض الولادة والتمريض العقلي ، وتطمح الكلية الى التحول الى كلية تمريض جامعية . وترجع جذور فكرة تأسيس كلية للتمريض مع بدء حرب 1948 ، وذلك عندما قامت فتيات الاتحاد النسائي بالمشاركة في إسعاف جرحى الحرب.
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|