آل اسليم من أقدم الحمائل النابلسية ولهم تاريخ طويل في مدينة نابلس منذ الحكم العثماني و لغاية يومنا هذا
ذكر الكاتب الراحل إحسان النمر في الصفحات 102 و 103 من الجزء الثالث من كتابه (تاريخ جبل نابلس والبلقاء) بعضاً من أبرز أعلامهم ، فمنهم الشيخ عبد العزيز إسليم مفتش الأنساب لدى الدولة العثمانية ، والضابط حامد بك إسليم وهو اخو الشيخ عبد العزيز وكان الضابط حامد من أبرز ضباط الحرس السلطاني الخاص في قصور السلطان عبد الحميد الثاني آخر سلاطين بني عثمان ، حيث كان السلطان عبد الحميد الثاني يوكل اليه هو و 3 ضباط آخرون من سنجق جبل نابلس حمل المراسلات السرية التي كان يتواصل من خلالها مع الملوك كملك الحبشة وامبراطور الألمان
كما أن للعائلة أعلام من القرن الماضي والذين شاركوا بمعركة الكرامة اثناء وحدة الضفتين فقد كان لأبناءها تضحيات وبطولات مشرفة تسجل بماء الذهب ، فكان من أبرزهم الشيخ فهمي إسليم ، حيث أن الشيخ فهمي كان من الفدائيين وقام بأسر 7 جنود يهود بسلاح خالٍ من الذخيرة تماماً ، دارت أحداث القصة عندما قام 7 من جنود الاحتلال بملاحقة الشيخ فهمي على سفوح احدى جبال نابلس بعد ان نفذت ذخيرته فتوجه الشيخ الى مغارة واختبأ بداخلها ، قام الجنود السبعة بتمشيط المنطقة بحثاً عنه وعند دخول احدهم الى المغارة وهي معتمة بطبيعة الحال فلم ينتبه الجندي لوجود الشيخ بداخلها فانقض الشيخ فهمي عليه بسلاحه الخالي من الذخيرة وألصقه برأسه و بحكم أن الجندي كان جباناً وضعيف البنية استسلم وسلم سلاحه للشيخ مباشرة ودون تردد خوفاً من الموت فقام الشيخ بالخروج من المغارة مقتاداً الجندي بسلاحه ومهدداً زملائه بقتله ان لم يلقوا بأسلحتهم أرضاً ويسلموا انفسهم دون أية شروط ، فاقتادهم الشيخ بالسلاح الذي غنمه منهم إلى المدينة ، وقصته مشهورة في نابلس وخصوصا بين كبار السن الذين يحفظون تاريخ نابلس بالتفصيل ، بالإضافة إلى عبد الرزاق إسليم رحمه الله كان ضابطاً في الجيش العربي وهو من الذين شاركوا بالكرامة و كان يحمل رتبة عقيد في سلاح الهندسة فكان مسؤولاً ومشرفاً على نقل الآليات العسكرية والذخائر من و إلى موقع المعركة ومدى جاهزيتها
قدمت العائلة الشهداء أيضاً نذكر منهم الشهيد الشاب البطل إيهاب ماهر إسليم رحمه الله ، الذي استشهد في بلدة نابلس القديمة بتاريخ 26-6-2004 في حي الياسمينة
كانت العائلة و ما زالت تقطن في أحيائها و أحواشها الخاصة في بلدة نابلس القديمة ، ونظراً لزيادة العدد خرج البعض من أبناء العائلة إلى الأحياء الجديدة خارج أسوار البلدة القديمة فسكنوا في الجبل الشمالي للمدينة بالإضافة إلى الأحياء الجديدة الغربية كحي المخفية ورفيديا ، والبعض ذهب للعمل خارج نابلس في مدن طولكرم و رام الله ، والبعض الآخر خرجوا للعمل في الكويت عقب اكتشاف النفط في الخليج العربي قبل احتلال الضفة الغربية ولم يتمكنوا من العودة بسبب الاحتلال بعد سيطرته على المنافذ والمعابر عام 1967 وعدم منحهم تصاريح لم الشمل التي تمكنهم من العودة إلى أرض الوطن
إن المجتمع النابلسي مجتمع مدني عشائري تربطه وحدة الدم والنسب ، ولكل عائلة في نابلس شجرة نسب موثقة في السجلات العثمانية التي تحتفظ تركيا بنسخ أصلية عنها نظراً لكونها الدولة الحاكمة لمعظم الأقطار العربية آنذاك ، بالإضافة إلى نسخ أخرى موجودة حاليا في محاكم سوريا منذ أن كانت دمشق مركزاً لولايات اقليم الشام بالعهد العثماني ، وتوجد نسخ أيضاً في محاكم نابلس موثقة ومختومة بأختام نقابة الاشراف حيث كانت مدينة نابلس مركزاً لنقابات الأشراف في بلاد الشام نظراً لكثرة عائلات الاشراف فيها وكان آخر نقيب للاشراف في نابلس قبل قدوم الاحتلال الانجليزي هو الشيخ محمد رفعت الحسيني رحمه الله ، وقد تم تدوين اول شجرة نسب لآل اسليم بشكل رسمي في عهد السلطان عبد الحميد الاول عام 1193 هجرية
يعود نسب الحمولة إلى قبيلة رفاعة ويقال لواحدهم ( الرفاعي ) وهم نسل رفاعة الهاشمي المكي الذي ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما و قد خرج من مكة المكرمة ونزل في بادية إشبيلية بعد فتح المغرب العربي ثم انتشرت ذريته في بلاد المغرب وهاجر الكثير منهم إلى بلاد الشام في فلسطين وفي سهل حوران في سوريا والاردن حيث ان ابناء القبيلة في حوران هم شيوخ اقليم حوران بأكمله وتم تلقيب أميرهم بالعهد العثماني بشيخ مشايخ حوران وتم اعتباره لقباً خاصاً لأمراء قبيلة رفاعة لغاية يومنا هذا ولا يحق لغيرهم من القبائل والعشائر في حوران منازعتهم عليه ، كما انتشرت ذريته في الخليج العربي ابتداءاً من البصرة وانتهاءاً في قطر ، حيث انهم يعرفون في العراق والكويت والبحرين بقبيلة الرفاعي ، بينما تغير لقبهم في قطر وعرفوا هناك بقبيلة السادة ، وتقع مضاربهم في مدينة الرويس شمال قطر
آل إسليم هم حمولة من أصل حمولتين تشكلان عشيرة الرفاعيَّة في مدينة نابلس ، وهما آل إسليم و آل حنو ، حيث أن العائلتان ترجعان بالنسب لآل قراجة الرفاعي ، وقد ذكرهم الكاتب النابلسي الراحل إحسان النمر في كتابه تاريخ جبل نابلس والبلقاء في الجزء الثاني ضمن الحمايل الحسينية في مدينة نابلس من ضمن فرع آل قراجة ، ومن المرجح أن آل حنو ليسوا فرعاً منفصلاً عن آل إسليم بل هم جزء منه لاكنهم غيروا لقبهم مع مرور السنين ، والجدير بالذكر أن هناك فرعاً ثالثاً في نابلس من أبناء الحمولتين سجلوا أنفسهم في إثباتاتهم الشخصية والرسمية لدى السلطة الفلسطينية بلقب الرفاعي على اسم القبيلة الام بدلاً من ألقاب إسليم و حنو ، فهذه الحمائل الثلاثة ( آل إسليم و آل حنو و آل الرفاعي ) تشكل جميعها عشيرة الرفاعي في مدينة نابلس ، وجدهم الأكبر هو سليم الرفاعي من ذرية الامير محمد قراجة الرفاعي ، وحسب الرواية الدارجة على ألسن البعض من كبار وشيوخ العائلة أن سليم هو واحد من ثلاثة اخوة خرجوا من عشيرتهم الأم آل قراجة فنزل احدهم هو وذريته في قرية حلحول شمال الخليل ، ونزل الثاني وذريته في قرى صفا وكفرعين ودير ابزيع غرب رام الله ، ونزل سليم وذريته في مدينة نابلس ، وذلك منذ 300 عام تقريباً ، أي في منتصف القرن الثامن عشر ، وعرفت ذريته في نابلس بأبناء اسليم حسب اللهجة الفلسطينية حيث ينطق اسم سليم فيقال اسليم بتسكين السين والياء وكسر اللام ، تماماً كما ينطق اسم سعيد فيقال اسعيد ، وكما تنطق بعض الكلمات الاخرى مثل جديد اجديد وكبير اكبير وهكذا ...
بشكل تقديري يبلغ تعداد آل الرفاعي بفروعهم الثلاثة في مدينة نابلس وخارج فلسطين حوالي 3500 نسمة حسب احصائيات سجل السكان الفلسطيني والتقديرات المتوقعة للعدد الموجود خارج فلسطين ، يشكل آل إسليم منهم اكثر من 2300 نسمة تقريباً
بينما يصل عدد قبيلة الرفاعي في فلسطين بشكل عام في مدينة نابلس و قرى رام الله و قرية عناتا في مدينة القدس وقرية حلحول ومدينة الخليل و قرى صفد ومدينة غزة ومدينة يافا ومدينة عكا ومدينة الرملة بعائلاتهم وفروعهم المختلفة من القراجة والشويكي والصيادي والحريري وغيرهم ، حوالي 150 ألف نسمة تقريباً
نهايةً ، كلنا فخر بإنتمائنا لهذه العائلة العريقة و لنابلس أرض أجدادنا العظماء-
لكم مني خالص المودة و الشكر
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
|