تُعدّ الدكتورة مهية حمدي خلفة من أوائل الطبيبات الفلسطينيات اللواتي تخصصن في طب الأطفال، حيث بدأت مسيرتها المهنية في أواخر ستينيات القرن الماضي، في وقت كان فيه الحضور النسائي في التخصصات الطبية لا يزال محدودًا.
افتتحت عيادتها الخاصة في شارع حطين بمدينة نابلس، وقدمت خدماتها الطبية لآلاف الأطفال والعائلات، وكانت مثالًا في المهنية والتفاني. إلى جانب عملها الطبي، شاركت في الشأن الأكاديمي، حيث كانت عضوًا في مجلس أمناء جامعة النجاح الوطنية، وأسهمت في دعم مسيرتها المؤسسية والتعليمية.
سجلها الطبي والخيري والاجتماعي غني بالعطاء والمبادرات الإنسانية، ومن أبرز إنجازاتها المساهمة في تأسيس أول مركز متخصص للسكري في نابلس، حيث تبرعت شخصيًا وأشرفت على تأسيسه، بالتعاون مع مجموعة من الأطباء الفلسطينيين داخل وخارج المدينة.
ولم تكتفِ بذلك، بل قامت الدكتورة مهية بالتبرع بكامل عمارتها الكائنة في منطقة الغزالية – بما تحتويه من معارض ومكاتب وشقق – لصالح المعهد الفلسطيني لأمراض السكري/فرع نابلس، وهو مؤسسة خيرية غير ربحية تُعنى برعاية مرضى السكري والتوعية الصحية.
وقد كرّمت إدارة المعهد الدكتورة مهية عرفانًا بجهودها، عبر إطلاق اسمها على المركز الطبي المتطور في نابلس، ليحمل اسمها ويخلّد بصمتها الإنسانية والطبية في المدينة التي أحبتها وخدمتها بإخلاص.
رحلة الدكتورة مهية حمدي خلفة مثال يُحتذى في الطب والريادة والعطاء الخيري، وتبقى سيرتها صفحة مشرقة في سجل المرأة الفلسطينية، ورمزًا للوفاء المجتمعي والإنساني.
