مسجد الخضر في نابلس: معلم ديني ومعماري من أواخر العهد العثماني
مسجد الخضر في نابلس: معلم ديني ومعماري من أواخر العهد العثماني
عدد القراءات: 12219
الموقع
يقع مسجد الخضر في الجزء الغربي من البلدة القديمة في نابلس، تحديدًا عند بداية شارع النصر، وهو من المساجد التي شُيّدت في نهايات العصر العثماني، ويُعد من المعالم التي تجسد الحضور المدني والديني في تلك المرحلة من تاريخ المدينة.
تاريخ الإنشاء والتمويل
أُنشئ المسجد عام 1307 هـ / 1890 م، وبُني على نفقة السيد أمين عاشور، أحد وجهاء نابلس المعروفين آنذاك. وتشير الكتابة المثبتة على لوحة حجرية فوق باب المسجد إلى هذا التاريخ وإلى أن تكلفة بنائه بلغت 27,000 قرش عثماني، وهو مبلغ كبير آنذاك، يعكس حجم العناية والإخلاص في بناء هذا المعلم الديني.
الطراز المعماري
يتسم المسجد بعناصر معمارية راقية وبسيطة، تتضمن:
محراب حجري أنيق التصميم.
أعمدة رخامية اسطوانية الشكل تدعم السقف.
ساعة خشبية قديمة داخل المسجد تعمل بنظام الرقّاص، وهي من المعالم المميزة النادرة في مساجد المدينة.
مئذنة مثمّنة الشكل، أُنجز بناؤها لاحقًا عام 1311 هـ / 1893 م، وتُعد من أبرز معالم المسجد الخارجية.
الدور الديني والاجتماعي
على الرغم من حجمه المتواضع مقارنة بالمساجد المركزية في نابلس، فإن مسجد الخضر لعب دورًا هامًا في خدمة أهالي المنطقة الغربية من البلدة القديمة، وكان ولا يزال مركزًا للصلوات، وخطبة الجمعة، والتعليم الديني للأطفال.
الأهمية التراثية
يمثل المسجد نموذجًا لفن العمارة العثمانية في نهايات القرن التاسع عشر، وهو من القلائل في نابلس التي تحمل توقيعًا واضحًا لبانٍ مدني محلي مثل أمين عاشور، ويعكس أيضًا مساهمات الأعيان في دعم الحياة الدينية والعمرانية في المدينة.