يقع مسجد التينة في قلب البلدة القديمة في مدينة نابلس، وتحديدًا في حارة الياسمينة، إحدى أقدم وأعرق الحارات التاريخية التي تزخر بالمعالم الإسلامية والبيوت التراثية. ويُعد المسجد أحد المعالم الدينية البارزة في المدينة، لما له من قيمة روحية ومعمارية، وارتباط وثيق بالحياة اليومية لسكان الحي منذ مئات السنين.
تعود تسمية المسجد إلى شجرة تين كانت قائمة في باحته أو في جواره القريب، وكانت معروفة لدى أهالي الحي. ويُعد هذا النمط في التسمية شائعًا في نابلس، حيث تحمل العديد من المساجد أسماءً محلية مستوحاة من المعالم المحيطة، كالأشجار أو العائلات أو المهن.
يمتاز المسجد بطابعه المعماري الإسلامي التقليدي البسيط، ويتكوّن من:
قاعة صلاة ذات سقف مقبب.
محراب حجري متقن.
منارة صغيرة مضلعة الطراز.
وقد استُخدمت في بنائه الأحجار الكلسية، بما ينسجم مع الطابع العام لمساجد البلدة القديمة. وتشير بعض المصادر إلى أن تاريخ بناء المسجد يعود إلى ما قبل عام 1714م، وقد خضع لعملية ترميم موسعة في أواخر القرن التاسع عشر، ما ساهم في الحفاظ على هويته المعمارية.
لعب مسجد التينة دورًا مركزيًا في الحياة اليومية لسكان الحي، حيث لم يقتصر على أداء الصلوات، بل كان:
ملتقى لأهالي الحي وكبار السن.
مركزًا لتعليم الأطفال وتحفيظ القرآن.
مكانًا للوعظ والإرشاد والتجمعات الشعبية.
ومن أبرز الشخصيات التي خدمته الإمام والخطيب الشيخ سعيد بلال، أحد مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، الذي كانت له بصمات دينية وتربوية واسعة في المجتمع النابلسي.
شهد المسجد في السنوات الأخيرة سلسلة من أعمال الترميم، شملت:
ترميم البنية التحتية.
الحفاظ على الطراز المعماري.
توسعة المساحة الداخلية للمصلين.
وقد أعيد افتتاحه رسميًا لإقامة صلاة التراويح في شهر رمضان، مما أعاد له حيويته كمركز ديني نشط يخدم سكان البلدة القديمة وزوارها.