موقع جامع النصر يبرز كموقع أثري هام في مرحلة تطور المدينة عبر المرحلة الثانية أي في فترة الإمبراطور هادريان (119م) يظهر هذا الموقع عبر خارطة مأدبا التي تخص نابلس حيث يشار إليه كمعبد روماني. موقع المعبد كان مطابقاً لنمط المدن الرومانية إذ نجد موقع البيزليكا الرومانية والبيزليكا البيزنطية والذي هو اليوم الجامع الكبير في عام 1927 بعد الزلزال الذي خرب نابلس ودمر كامل جامع النصر والجامع الكبير أتيح لدائرة الآثار الفلسطينية أن تجري فحصاً لموقع المسجد . حيث عثر (جيرالد) على بقايا تعود لفترة العصر الروماني أي القرن الثاني ميلادي وعثر على دوار للطرق في المدينة أي أن هذا الدوار كان يوزع شوارع المدينة المتعددة عبر الساحة الرومانية . وفي عام 1972 حصل خسف وسقوط في الجهة الغربية من المسجد وأجريت حفرية اختباريه في الموقع فبل فتح الباب الجديد حيث عثر على بقايا المعبد الروماني الذي كان معبداً كوريا. وفي تلك الحفرية عثر على الاسولرة أم الألهة كليبه التي تعني (عذراء نيوبلس) هذه القصة سنحاول أن ننشرها عبر تلك الوقائع الأثرية الكثيرة التي تخص كل موقع من مواقع المدينة . عندما بنت هيلانة كنيسة بئر يعقوب سعت الحضارة البيزنطية الى استبدال البيزلكا الرومانية ببيزلكا بيزنطية . لهذا سعى الإمبراطور (زينو) إلى بناء البيزليكا في موقع المسجد الكبير والكنيسة الكبيرة في موقع جامع النصر .
وكانت القوات العسكرية تعسكر حول نبع رأس العين لهذا أقيم جامع الساطور كي يكون مسجد الجند . أما مسجد المدينة فقد سعى القائد عمرو بن العاص بالبدء ببناء هذا المسجد الذي كان من أهم مساجد المدينة .
الهزات الأرضية التي ضربت فلسطين عام 747م ميلادي أثرت في المسجد والهزة عام 785 أيضاً أثرت به، لهذا جرت أعمال ترميم وإصلاح في المسجد عبر الحضارة الأموية والعباسية. من واقع التسمية، ولكن بعد سقوط فلسطين بيد الصليبيين عام 1099 ، أعادوا تحويل الجامع الكبير وجامع النصر إلى كنائس . وبعد أن حرر صلاح الدين فلسطين عام 1185 أعاد بناء المسجد وسمي بجامع النصر وبقي هذا المسجد ينمو ويتوسع عبر تلك الإضافات التي ألحقت بالمسجد حيث تمت إضافة غرفة الأضرحة الشرقية والغربية في الفترة الأيوبية والعثمانية. وبعد الهزة الأرضية التي ضربت المدينة عام 1927 أعيد بناء المسجد عام 1935 وقد تم فتحه كمسجد المدينة الأول وهكذا تجمع مواقعنا الدينية تلك القصص والوقائع التاريخية التي تخص مدينة نيوبلس.
اعادة الإعمار:
بجهود مباركة وبتبرعات أهالي مدينة نابلس تم اعادة اعمار المسجد وتجميله من الداخل، مع الحفاظ على اللمسة المعمارية والتاريخية المميزة للمسجد.