من المعلوم أن نابلس مدينة فلسطينية عربية كنعانية، تُعد من أقدم مدن العالم. ونابلس – بفتح النون وضم الباء الموحدة وسكون اللام والسين المهملة – ورد ذكرها في نصوص التوراة باسم "شكيم"، كما في النص: "ثم أتى يعقوب سالمًا إلى مدينة شكيم التي في أرض كنعان". وكلمة "شكيم" تعني المنكب أو المكان المرتفع، وهي تسمية أطلقها الكنعانيون عند تأسيسهم للمدينة في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد.
من تسميات المدينة أيضًا: "نابلس"، أي "ناب الحية"، كما ورد عند ياقوت الحموي المتوفى سنة 626 هـ (1228م)، حيث ذكر أن نابلس كان لها وادٍ فيه حية عظيمة تُدعى "لوس"، وقد احتال عليها أهل المدينة حتى تمكنوا من قتلها، وانتزعوا نابها وعلقوه على باب المدينة، وقالوا: "هذا ناب لوس".
كما وردت باسم "نابلس" في التوراة السامرية في النص التالي: "وقال إسرائيل ليونس: أليس إخوتك مرتعين بنابلس؟ فقال: لأُرسلك إليهم، فأرسله من مرج حبرون، فجاء إلى نابلس".
ومن أسمائها أيضًا "نيابوليس" أو "نيابلس"، وهي تسمية رومانية تعني "نابلس الجديدة". كما عُرفت أيضًا باسم "سوفار"، بمعنى "السكر". واشتهرت لاحقًا بلقب "جبل النار" لصمودها التاريخي في وجه الغزاة والمحتلين.
تقع نابلس في موقع متوسط بين مدن فلسطين، وهو ما منحها مكانة جغرافية متميزة، فحظيت باهتمام الجغرافيين والمؤرخين العرب والمسلمين، الذين وصفوا بدقة جوانب الحياة السياسية والفكرية فيها، وسلطوا الضوء على مواقف أهلها ورجالاتها وعلمائها.
ولا تزال المدينة تفخر بتراثها العريق، وأمجادها التاريخية، ومواقف أبنائها الملتزمين بالقيم والتقاليد العربية والإسلامية، والمعروفين بشدة بأسهم في الجهاد والمقاومة.