مقابلة مع المهندس زياد عنبتاوي رئيس مجلس ادارة مجموعة عنبتاوي
عدد القراءات: 2841

المهندس زياد عنبتاوي رئيس مجلس إدارة مجموعة عنبتاوي:

  • حققنا قفزات نوعية ونسعى لأن نصبح قوة مؤثرة إقليميا لخدمة الاقتصاد الفلسطيني
  • د. فياض من أول الداعمين لقطاع زيت الزيتون ونمتلك أكبر مركز تخزين له في المنطقة
  • عملنا بما يكفي مع الشركات العالمية وآن الأوان لنشق طريق العالمية بأنفسنا

نابلس:

أجرى اللقاء: الصحفي سامر خويرة

أكد المهندس زياد عنبتاوي رئيس مجلس إدارة مجموعة عنبتاوي إن المجموعة حققت خلال السنوات الماضية قفزات نوعية في المجالات المختلفة التي تعمل بها، مشيرا إلى أنها تعتبر من أقدم الشركات التي عملت ولا تزال في مجال توزيع المواد الغذائية والاستهلاكية في فلسطين، حيث كانت البداية أوائل الستينيات من القرن المنصرم، من خلال شركة عنبتاوي للتجارة العامة الشركة ألام للمجموعة.

وأكد عنبتاوي أن المجموعة وعبر شركاتها حرصت منذ بدايتها على التمسك بمجموعة من القيم والمبادئ الأخلاقية التي هي الأساس للمنافسة والبقاء والاستمرارية في بلد يعاني من اشد ظروف القهر والقمع والإلحاق الاقتصادي لتحويله إلى سوق خامل مستهلك غير قادر على الإنتاج والمنافسة، لافتا إلى أن ذلك وضعها في مقدمة الشركات التي تتفهم احتياجات الأسواق والمستهلكين وكسب رضاهم وتقديم أفضل خدمة ممكنة لهم.

س: تواصل مجموعة عنبتاوي تحقيق تقدم مستمر، فهل لك أن تعطينا نبذة عن بدايتها ورؤيتها؟

كانت البداية عام 1963 بعد عودة المرحوم الحاج صبحي عنبتاوي من الخارج، حيث قام بتأسيس شركة عنبتاوي للتجارة العامة، وكانت بداياتنا متواضعة بعدد محدود من الموظفين وتعاملنا كان محصورا بشكل رئيسي في المواد الغذائية والاستهلاكية وفي سوق صغير الحجم لمجموعة من الوكالات الفرعية لبعض المنتجات المميزة والهامة.

انضم الجيل الثاني للشركة ليقوم بتوسيع نشاطاتها في تعبئة الزيوت النباتية باختلاف أنواعها بما فيها زيت الزيتون وتسويق المواد الغذائية ومواد العناية الشخصية ومواد التنظيف البيتية، ومن ثم إلى الوكالات المباشرة لأفضل الشركات العالمية، والاستثمار في زيت الزيتون الفلسطيني عالي الجودة وتعبئته وتصديره للخارج.

تنوع العمل وتشعبه شجعنا على تأسيس شركات تختص كل منها بمجال محدد، فهناك شركة الشرق الأدنى للصناعة والتجارة وتختص بالزيوت النباتية وزيت الزيتون، والشرق الأدنى للتوزيع المختصة بتوزيع أصناف عالمية مستوردة من المواد الاستهلاكية والغذائية، وعنبتاوي للتجارة وهي الشركة الأم، و"ألفا ترانس"، وهي شركة خدمات لوجستية في مدينة القدس الشريف، واتحاد عنبتاوي وهي مختصة باستثمارات المجموعة، بالإضافة إلى استثمارات ومساهمات في العديد من المؤسسات الاقتصادية الوطنية الكبرى بفلسطين كقطاع التأمين.

رؤية المجموعة أن تصبح مؤثرة إقليميا لخدمة الاقتصاد الفلسطيني وزيادة قدرته، كما أن رسالتها تتمثل في تطوير الاقتصاد الفلسطيني من خلال المساهمة في جلب الاستثمارات العربية والأجنبية، الأمر الذي يتحقق من خلال تنفيذ النشاطات الخاصة بجذب الاستثمار إلى فلسطين، وتوسيع وتنويع الاستثمارات التي تنفذها المجموعة، وكذلك تعزيز الحضور والمشاركة في الأسواق الخارجية من خلال تصدير زيت الزيتون والمنتوجات الزراعية الأخرى، وتطوير وتدريب والارتقاء بالمصادر البشرية ورفع مستواها.

س: تعتمد المجموعة على العديد من المبادئ الخاصة بإدارة أعمالها، كما أنها تتبنى مجموعة من القيم والمبادئ الأخلاقية، هل لك أن تذكرها لنا؟

بالفعل، حرصت المجموعة وعبر شركاتها على التمسك منذ بدايتها بمجموعة من القيم والمبادئ الأخلاقية التي هي الأساس للمنافسة والبقاء والاستمرارية، أهمها الاتصال والتواصل الفعال، ومشاركة الجميع في الإدارة، والعمل الجاد على رفع كفاءة العاملين، وخلق قيادة فعالة، والتحسين المستمر في جميع المستويات، وكذلك العناية والاهتمام بالزبائن، ومشاركة الموردين في صنع جودة المنتجات.

ومن التوجيهات الأخلاقية التي ورثناها من مؤسسنا وأستاذنا الحاج صبحي عنبتاوي رحمه الله والتي هي رأسمالنا الحقيقي الأمانة والصدق والأخلاق، والاحترام المتبادل، والتواضع وقبول النصيحة والاعتراف بالخطأ. هذا بالإضافة إلى الدقة والإتقان والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية.

إن الخبرات المتراكمة التي كسبتها مجموعتنا من خلال عملها لسنوات طويلة بالإضافة إلى شراكتها مع كبرى الشركات العالمية تضعنا في مقدمة الشركات التي تتفهم احتياجات الأسواق والمستهلكين، بالإضافة إلى أفضل طرق التسويق والتوزيع والتي تخدم زبائننا بأسرع وقت وأعلى مستوى خدمة.

س: ما هي أهم الإنجازات التي حققتها المجموعة عبر الأربعين عاما الماضية؟ وما هو دور مجلس الإدارة في ذلك؟

بفضل الله ثم بجهود المخلصين من الموظفين والإداريين استطعنا تحقيق العديد من الإنجازات التي نفاخر بها، فمن سيارة توزيع واحدة إلى رتل من السيارات والشاحنات الحديثة، ومن تسويق أنتاج الآخرين إلى تسويق منتجاتنا بأنفسنا. وكذلك من وكالات فرعية إلى التعاقد مع شركات عالمية رائدة لتوزيع منتجاتها في السوق الفلسطيني، مثل؛ "يونيليفر" و"كلوركس و"باريلا" الايطالية و"نابسكو/يونايتد بسكتس" وغيرهم، لذا فقد "عملنا ما يكفي مع الشركات العالمية وآن الأوان لنشق طريق العالمية بأنفسنا".

كذلك أوجدنا علامات تجارية مسجلة خاصة بنا، فهناك "الخيال" زيت الصويا، و"صافي" زيت الذرة ودوار الشمس و"زيتنا" و"الأرض" زيت الزيتون فلسطيني عالي الجودة.

وفي سعينا للتأقلم مع متطلبات واحتياجات المستهلك والأسواق أنشأنا طاقم مبيعات ذو كفاءة عالية وعملنا على إقامة مراكز توزيع تغطي كافة المناطق الفلسطينية قادرة على الاستمرارية تحت أي ظرف.

لقد حققنا منجزات كبيرة على صعيد تطوير مجموعتنا وشركاتها عن طريق مأسستها وإيجاد أنظمة الرقابة النوعية لدعم عملياتنا؛ لتأكيد جودة ونوعية منتجاتنا وقدرتها على المنافسة بأسعار مناسبة، وفي استقطاب وتوظيف أفضل الكفاءات وتطوير الموارد البشرية وتبني سياسة تتصف بمرونة التعامل مع التطورات واتجاهات السوق، هذا بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة في الدول المجاورة وفي العالم الخارجي.
كذلك تبني أحدث الوسائل التكنولوجية والأنظمة المتبعة في إدارة الأعمال مع سعينا الدائم لرفع كفاءة ومستوى موظفينا وتمكينهم من اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب والمبنية على أسس سليمة تستند إلى الخبرة والمعرفة.

ولمجلس الإدارة دور هام فيما وصلنا إليه، فهو مجلس إدارة عائلي يستند في أداءه على مجموعة من المستشارين الذين يساهمون في تحسين أداء المجموعة. ومن المهام الرئيسية للمجلس وضع استراتيجيات العمل والموازنات الخاصة لذلك، إذ يعمل حاليا على وضع الخطوط الإستراتيجية وتفاصيل أهداف المرحلة القادمة.

س: تعتبرون رافدا من روافد الاقتصاد الوطني، فكيف تعملون على دعمه وتعزيز وجوده؟

نسعى جاهدين في مجموعة عنبتاوي لدعم وتطوير الاقتصاد الفلسطيني، عبر استثمارنا في القطاع الزراعي من خلال زيت الزيتون الذي يعتبر العامود الفقري للاقتصاد الوطني، كما أننا نعمل على فتح الأسواق الخارجية أمام المنتوج الوطني الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على اقتصادنا.
كما أننا ندعم الاقتصاد ونرفده من خلال الاستثمار في العديد من الشركات الوطنية وتقديم الدعم المالي والإداري اللازم لها، بالإضافة إلى أن مجموعتنا وعبر شركاتها المختلفة تستوعب المئات من العمال والموظفين وبالتالي نقلل من نسبة البطالة وندعم المجتمع بالكوادر البشرية المهنية ذات الكفاءة العالية.

س: في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد الفلسطيني، ما هي السبل للنهوض به وتطويره؟

إن أول خطوة لحل المشكلة تكمن في التشخيص الصحيح لها، فمما لا شك فيه أن الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرضنا هو السبب في الوضع الذي نعيشه، ولكي نرتقي لهذا التحدي هناك متطلبات أهمها الوحدة وما لها من إفرازات على الصعيد السياسي والاقتصادي، إضافة إلى ترتيب البيت الداخلي على مختلف المستويات وفي جميع الاتجاهات لإدارة هذا الصراع أداءً يرتقي إلى مستوى المسؤولية وأهم ما في ذلك وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وما لذلك من نتائج على تحسن الأداء.

كما يجب على الجهات المختصة أن تعيد تقييم العلاقة والاتفاقيات وخاصة الاقتصادية مع الجانب الإسرائيلي. كما أن هناك ضرورة ملحة أن تتضافر جهود المؤسسات ذات العلاقة وعلى رأسها القطاع الخاص لتعزيز الانتماء إلى العمق العربي والانسلاخ عن الاقتصاد الإسرائيلي، واستقطاب المستثمرين العرب وفتح الآفاق في الأسواق العربية للمنتجات الفلسطينية.

س: تميزت السنوات السبع الماضية بفرض الاحتلال حصارا خانقا على الشعب الفلسطيني، الأمر الذي ترك أثرا كبير على القطاع الاقتصادي، فما أثره عليكم وكيف استطعتم التغلب عليه؟

مما لا شك فيه أن سياسات الاحتلال المنهجية والمتبعة في تدمير البنية الأساسية للاقتصاد الفلسطيني، والتي تمثلت في إغلاق كافة المعابر والحدود والمنافذ الخارجية التي تربط المناطق الفلسطينية مع العالم الخارجي بما فيها إسرائيل، وتجزئة المناطق والمدن والقرى وعزلها عن بعضها البعض، ومنع عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين، من الوصول إلى أماكن عملهم، بالإضافة إلى فرض القيود المشددة على الصادرات والواردات من وإلى الأراضي الفلسطينية، وتدمير مرافق البنية التحتية وقصف المصانع وتجريف المزارع وتدمير المنازل والمرافق العامة والخاصة.

هذا بالإضافة إلى خصوصية مدينة نابلس حيث الحصار المطبق منذ سبع سنوات وهجرة رأس المال والكفاءات، فنابلس هي العاصمة الاقتصادية والقلب النابض للاقتصاد الفلسطيني لذا فقد كان استهدافها من قبل الاحتلال مقصودا لإضعاف وزعزعة موقعها على الخارطة الاقتصادية... جميع هذه الإجراءات رمت لتدمير إمكانيات النهوض التنموي الفلسطيني، وألحقت به أضرارا بالغة وخسائر مالية ضخمة، خصوصاً وأن وجود اقتصاد وطني فلسطيني قوي سيؤثر حتماً بشكل سلبي على الاقتصاد الإسرائيلي، وسيشكل منافساً له سواء في استغلال الموارد الطبيعية أو استيعاب الأيدي العاملة، أو تغطية احتياجات السوق المحلية مستقبلاً.

لقد كنا من الشركات القليلة التي استطاعت التغلب على الصعوبات التي فرضها الاحتلال المتمثلة بالحواجز العسكرية والاجتياحات المستمرة، حيث اتبعنا سلسلة خطوات منها إعادة تقييم لزبائننا واختيارهم وفق دراسات أجريناها على السوق الفلسطيني لضمان تغطية احتياجاته بأفضل الطرق وللحفاظ على علاقة مالية جيدة مع الزبائن.

كما أننا استثمرنا في تكنولوجيا الاتصالات فكنا من أوائل الشركات التي تعاملت مع أفرعها المختلفة عبر تقنية "الدارات الرقمية" -ليز لاين-.

كذلك أضفنا خط تعبئة للزيوت النباتية في قطاع غزة ليسهل عملنا في توصيل البضائع للقطاع، هذا بالإضافة إلى تشغيل عمال جدد هناك، كما أننا عززنا وجودنا من خلال أفرعنا المنتشرة في السوق الفلسطينية في القدس ورام الله وغزة ونابلس.

س: اتخذتم قرارا استراتيجيا بالاستثمار في زيت الزيتون الفلسطيني؟ ألا تعتبر مغامرة، وما هي الأسباب التي دفعتكم لذلك؟

شجرة الزيتون باركها الله في القران الكريم، وبلادنا تشتهر بالزيت ذائع الصيت وبأشجار الزيتون الضاربة في أعماق الأرض فهي رمز الصمود والبقاء فوق هذه البقعة الطاهرة، لذا اتخذنا قرارا بالاستثمار في زيت الزيتون الفلسطيني، وكانت أول محاولة جادة منتصف التسعينات حيث قمنا بتصدير زيت الزيتون للخارج كتجربة، إلا انه وبالفترة الأخيرة قمنا بالاستثمار في قطاع زيت الزيتون حتى أصبحنا اكبر شركة تعبئة وأكبر مركز تخزين في فلسطين.

وجاء اختيار هذا القطاع لانسجامه مع طبيعة عملنا مع الزيوت النباتية الأخرى ولكونه منتج هام وحيوي للاقتصاد الفلسطيني تحقيقا لرؤيتنا ورسالتنا. إذ استفدنا من بعض البرامج الداعمة للاستثمار في هذا القطاع كمشروع تنمية الشراكة الزراعية الإنتاجية الفلسطيني (PAPA).

هذا بالإضافة إلى دعم رئيس الوزراء معالي الدكتور سلام فياض، حيث كنت قد قدمت له مبادرة عندما كان وزيرا للمالية، تفاعل في حينها ايجابيا وسريعا وأصدر توجيهاته لتشكيل لجنة من وزارات الاقتصاد والزراعة والمالية لترتيب دعم قطاع زيت الزيتون، كما قدم ضمانات لقروض ميسرة ودعم هذه القروض فكانت هذه بمثابة الخطوة الأولى والنواة للتطوير النوعي الجديد في المجموعة في مجال الاستثمار في زيت الزيتون الفلسطيني.

س: تمتلكون الآن أكبر طاقة تخزينية للزيت في المنطقة، فكيف وصلتم لهذا الإنجاز، وما علاقتكم مع المزارعين وموردي الزيت؟

عملت شركة الشرق الأدنى للصناعة -إحدى شركات المجموعة- على التحضير لبنية تحتية بمواصفات عالية بالتنسيق مع مستشارين محليين وأجانب من أجل تخزين زيت الزيتون وحفظه لفترات طويلة دون التأثير على جودته ومواصفاته الحسية، كما عملنا على تطوير خط إنتاج لتنقية الزيت تحت ظروف تشغيلية سليمة غذائيا، وتطوير خطوط التعبئة لإنتاج عبوات بأشكال وأحجام مختلفة.

وفيما يخص قطاع المزارعين وموردي زيت الزيتون، فتربطنا بهم علاقة طيبة، حيث نقوم وبشكل دوري بعقد لقاءات تشاورية معهم لإنتاج زيت بمواصفات وجودة عالمية، وكذلك لضمان سلامة المنتجات على طول السلسلة الغذائية، ويتم ذلك من خلال التعاون والمشاركة مع الجهات الرسمية وغير الرسمية لإيماننا المطلق بان سلامة وجودة الزيت تبدأ من المزارع.

كما أننا نقدم لهم سلسلة من التعليمات الإرشادية ليتم إنتاج زيت زيتون فلسطيني عالي الجودة بمواصفات عالية مما يؤهلنا لدخول الأسواق العالمية. هذا بالإضافة إلى توزيع بعض صناديق البلاستيك والقطافات والمفارش على المزارعين خلال مواسم قطف الزيتون لتساعدهم في عملية القطاف الجيدة، كما أننا جهزنا صهاريج "ستانلس ستيل" لنقل الزيت بالتعاون مع بعض المعاصر المؤهلة.

س: تستعدون لطرح زيت زيتون فلسطيني عالي الجودة في الأسواق المحلية والعربية والعالمية، يحمل العلامة التجارة "الأرض"؟

بالفعل، فبعد أن امتلكنا البنية التحتية لحفظ وتعبئة زيت الزيتون، أتممنا كافة الاستعدادات لتسجيل العلامة التجارية "الأرض" كعلامة تجارية مسجلة ومملوكة لشركة الشرق الأدنى في جميع أسواق العالم.

كما قامت الشركة بالمشاركة وحضور عدة معارض عالمية في دبي والبحرين وشيكاغو للاستزادة من المهارات والخبرات العالمية وللتعرف على طبيعة هذه الأسواق وطرق الوصول إليها والمنافسة فيها.

ونتيجة لذلك استهدفنا أسواق دول الخليج العربي والسعودية وأوروبا والولايات المتحدة وكندا، فتعاقدنا مع أهم الوكلاء والموزعين، وصدرنا هذا العام كميات تجريبية من زيت "الأرض" إلى الكويت والإمارات، وسنقوم في بداية المحصول القادم بالتوريد المستمر حسب الأصول لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا، ولا زلنا نتفاوض بشأن باقي الأسواق.

وتولي الشركة أهمية كبيرة للسوق المحلي، إذ تعتبره الأساس المتين لتحقيق النجاح، لذلك فهي تعمل على وضع الخطط والآليات لطرح منتج زيت "الأرض" في الأسواق المحلية لتلبي احتياجات المجتمع وفق أسس اقتصادية.

س: تحرصون على الجودة في عملكم، فما هي الخطوات التي اتخذتموها لتحقيق ذلك؟

نحن حريصون على التمسك بالجودة بمفاهيمها الشاملة، المتمثلة بجودة الطاقات البشرية التي تعمل معنا وخاصة الطاقات الشابة، فنحن إدارة وقيادة جلها من الشباب ذوي الكفاءات العالية والمتميزة.
كما أننا حريصون على جودة المنتجات التي ننتجها أو نستوردها وجودة الخدمات التي نقدمها لزبائننا، كأنجع الطرق وأسلمها للتطور والمضي قدما في تحقيق أهدافنا وخدمة زبائننا على أكمل وجه من أجل تلبية احتياجات السوق المحلي أولا والمنافسة في دول الجوار ثانيا ومن ثم الانطلاق إلى الأسواق العالمية بمنتجات عالية الجودة ثالثا.

ونحن الآن بصدد تطوير أنظمة إستراتيجية وإدارية ومالية وفنية لمختلف المستويات وتفعيلها من خلال هيكلية تنظيمية وإدارية تعكس الاستراتيجيات التي تتبناها المجموعة وتحقق رويتها وأهدافها، حيث أننا نتبنى نهج التحسين المستمر في جميع العمليات كركيزة أساسية في إدارة المجموعة وشركاتها، ولهذا أوجدنا دائرة التطوير الإداري والتكنولوجي على مستوى المجموعة.

وتعمل المجموعة حاليا على تطوير وتطبيق مفاهيم الجودة الشاملة "9001 ISO"، كما تعمل إحدى شركات المجموعة "شركة الشرق الأدنى" على تطبيق نظام إدارة السلامة الغذائية "ISO 22000" على قسم زيت الزيتون، وبذلك تكون من أولى الشركات في العالم التي تطبق هذا النظام على زيت الزيتون.

س: تتبعون المنهج العلمي في إدارة المجموعة، فما هي الأدوات العلمية التي تتبنونها في هذا السياق؟

إن من أهم التقنيات التي تبنتها المجموعة في إدارة أعمالها هي مؤشرات الأداء (KPIs) والتي تساعد الشركة على اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المحدد، إذ أن قرارات المجموعة تعتمد على الحقائق والأرقام وتحليل التقارير.

كما أننا نعتمد على نهج العمليات في الإدارة وتحقيق أهدافها دون التركيز على الهدف بحد ذاته، إذ أننا نعمل على وضع أهداف إستراتيجية للمجموعة تحققها الشركات من خلال استخدام أدوات خاصة بذلك.
ونستخدم أساليب إحصائية أخرى مثل ضبط الجودة وتعزيز دالة الجودة، بالإضافة إلى استخدامنا لطرق مختلفة لتحليل العمليات ومعطيات العمل ناهيك عن مشاركة الجميع في الإدارة وتوفير التدريب اللازم لكوادرنا وتحسين أدائهم. ونطمح أن نعمل على تطبيق مفاهيم أخرى أكثر تقدما.

س: رسالتك للقائمين على الاقتصاد الوطني ولرجال الأعمال والاقتصاديين وكذلك لأبناء الشعب الفلسطيني عامة؟

إن المنطقة بشكل عام تشهد تدفقا نقديا هائلا نتيجة ارتفاع أسعار النفط العالمية، ومن حق فلسطين أن تستفيد أسوة بغيرها من الدول الشقيقة من هذه الظاهرة، لذا فان على القائمين على الاقتصاد الوطني وضع الخطط وتنفيذها للاستفادة من هذا التدفق بالعمل على إيجاد الآليات لاستقطاب مستثمرين عرب من خلال عقد مؤتمرات استثمارية تعريفية وورشات عمل ورحلات ترويجية خارج البلاد.

ورسالتي ولرجال الأعمال والاقتصاديين الفلسطينيين الموجودين في الخارج أن يزورا فلسطين لكي يعززوا ارتباطهم بالوطن، كما أن عليهم أن يمتلكوا الجرأة للاستثمار في القطاعات المختلفة للاقتصاد الفلسطيني، فهو اقتصاد واعد فتي أمامه مستقبل مزدهر. كما أن عليهم تعزيز الجهود بالتخطيط السليم وإتباع المنهاج العلمي الذي بدونه لن يكون هناك مستقبل للاقتصاد الوطني.

وأقول لأبناء شعبنا العظيم، عليكم بالتوحد ونبذ الخلافات والابتعاد عن إلياس وأن يكون إيمانهم بالله كبير بأن الظلم سيزول لا محالة، كما أطالبهم بان يلتفوا حول المؤسسات الوطنية وأن يعززوا انتمائهم للاقتصاد الوطني بدعم المنتوجات الوطنية.


أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار
تصميم وتطوير: ماسترويب