ابوسير:هذه حكاية الكنافة النابلسية.. وجّدي هو أول من صنعها في نابلس!! لكل طعام تاريخ ومناسبة، ترتبط بأصل وجذور،وذكريات جميلة قد ينساها البعض ولكن كلما تشتهي النفس سرعان ما تلح عليه أن يلجأ إلى أول طبق عربي أصيل كي يلتهمه بشغف وشوق فكثيرة هي الأطعمة والحلويات التي نتناولها يوميا وأحيانا أسبوعيا وفي مختلف الفصول وك

لما نعرف عن أصلها ومن ابتكرها ولكننا نتباهى بها أينما كنا... ومن اعرق الحلويات التي يتوافد عليها الناس وخصوصا في فصل الشتاء هي الكنافة ولكن قليلين هم من يعرفون تاريخها واصلها ولماذا تنسب (الكنافة) إلى نابلس والتصق اسمها بالجبنة النابلسية التي أعطتها مذاقا مميزا بين جميع الحلويات... ولكي نتعرف على تاريخ الكنافة كان لنا هذا اللقاء مع صاحب حلويات النجمة الذهبية التي تحمل اسم عائلة (ابوسير) والتي تميزت بصنع الكنافة في العديد من ألاماكن، وعندما التقت "البلاد"مع هاشم ابوسير الذي روى لنا تاريخ الكنافة بالتفاصيل وقال: في سنة(1850) جاء مواطن من سوريا لكي ينشئ محلا للكنافة في نابلس ولعدم توفر الإمكانيات المالية لجأ إلى جدي ليشاركه في المحل مقابل أن يدعمه ماديا ، وكانت الكنافة بذلك الوقت تحشى بالمكسرات واللوزيات ، وبعد مرور سنتيّن من تأسيس المحل ترك المواطن السوري نابلس ورجع إلى بلده وبقي المحل لجدي رحمه الله وبعد ذلك دخل معه في المحل شقيقه كشريك وأسميا المحل عرف باسم حلويات (غرناطة) ثم أضاف: لعدم توفر المكسرات التي تحشى بها الكنافة قام جدي بوضع الجبنة النابلسية كحشوة بدلا من المكسرات.... وكانت أول مرة توضع الجبنة داخل الكنافة وكان طعمها شهيا جدا وبدأ العديد من أبناء نابلس بالتوافد على محل جدي من اجل أن يتعلموا عمل الكنافة وهناك الكثير من الأشخاص الذين تدربوا عندهم منهم عمر ابوسير الذي ترك نابلس وجاء إلى عمان وفتح أول محل في الأردن في شارع الرضا وبعد مرور سنتين توفيت زوجته فترك الأردن والوطن العربي بكامله وهاجر إلى الأرجنتين وأنشأ هناك محل حلويات وأسماه حلويات (دار السرور ) ومازال أبناؤه يعملون لغاية ألان بهذه المهنة. ثم تدرب في محل (غرناطة) بنابلس إبراهيم الجنيني وترك نابلس وجاء إلى عمان وفتح محل حلويات ثم ترك عمان وذهب إلى القدس وفتح محل حلويات (الجنيني) هناك. بعد ذلك حدثنا هاشم ابوسير عن طبيعة الجبنة النابلسية وقال: إن الجبنة النابلسية مميزة عن كثير من أنواع الجبنة لأنها تتكون من حليب البقر الذي (يمط) الجبنة ومكونة من حليب العنز الذي يعطيها طعما مميزا ويجعلها (تمغط) ومن حليب النعاج الذي يعطيها طعما ورائحة مميزة فعندما (تحشى) الكنافة بالجبنة النابلسية تكون مميزة ولها طعم يختلف عن كثير من الحلويات. ولكن في هذه الأيام تخلط الجبنة بكثير من أنواع الألبان الأمر الذي يجعلها تفقد طعمها احيانآ. ثم أضاف : في نهاية الثلاثينات جاء والدي (مصطفى ابوسير) إلى عمان وفتح محل (النجمة الذهبية ) الذي توافد عليه الكثير من أهلها لأننا كنا ولا نزال نصنع كنافة النابلسية بأصولها ولذلك معظم عملنا يتم تحت مبدأ (التواصي) ولنا العديد من الزبائن الذين لا يزالون يترددون على محل ابوسير وكان منهم قديما وحاليا الأسرة المالكة الملك عبد الله والشريف ناصر والأمير محمد و دولة المرحوم احمد طوقان ، ووصفي التل ، وسعد جمعة ، ومضر رمضان ، وسمير الرافعي وزيد الرفاعي ومعالي الوزير صالح المعشر وأبناؤه ، ومعالي الزير شفيق أرشيدات وسليمان الحديدي وغيرهم بعد ذلك حدثنا السيد (هاشم ابوسير ) عن إحدى الطرائف التي حدثت خلال هذه السنوات التي عمل فيها بهذه المهنة حيث قال: قبل عدة سنوات كان هناك شخص مريض جدا وعندما ذهب إلى الطبيب تبين له انه يعاني من ضعف في الدم وذلك لأنه مكث حوالي (3) أيام دون طعام فكتب له الطبيب على الوصفة الطبية (فطير وكيلو كنافة حالآ من حلويات النجمة الذهبية) . هذه هي حكاية الكنافة النابلسية من ألفها إلى يائها ....وصحتين وعافية ...... إعداد: أسامة وهبة ابوسير