نابلس والسينما بقلم أ. لطفي زغلول
نابلس والسينما  بقلم أ. لطفي زغلول
نابلس والسينما بقلم أ. لطفي زغلول
عدد القراءات: 12995



عرفت مدينة نابلس السينما في وقت مبكر من القرن العشرين المنصرم وتحديدا في اواخر الثلاثينيات واوائل الاربعينيات. وقد تكون السينما التي اقيمت في منزل في شارع حطين اول "دار للسينما"في نابلس ولم يكن لها اسم.الا أن تاريخ السينما في نابلس يبدأ مع سينما الزهراء، ومكانها هو قاعة مكتبة بلدية نابلس الحاليه، ولاحقا أفتتحت دار سينما أخرى كانت تحمل أسم"تاج محل"وهي سينما صيفيه غير مسقوفه ،كانت مقامه فوق أسطح مجموعه من الدكاكين في السوق التجاري،وكانت محاطه بأكياس من الخيش والستائر،وقد تخصصت في حينها بعرض أفلام أجنبيه،وبطبيعة الحال وكونها مكشوفه كانت عروضها أما دور السينما الحقيقيه فقد بدأ عهدها في بدابة الخمسينيات بانشاء دار سينما غرناطه وذالك في الشارع الذي يحمل اسمها حاليا،وقد بنيت غرناطه لتكون دار سينما حقيقيه أسوه بدور السينما المعروفه أنذاك في العالم.ثم تلتها دارسينما العاصي الاأنها وان كانت دار سينما حقيقيه أصغر من سينما غرناطه،وفيما بعد انشئ أستوديو العاصي كسينما ملحقه بسينما العاصي،وقد تخصصت في الغالب بالافلام الاجنبيه والهنديه.وكانت أخر دار سينما أفتتحت في نابلس في بداية الستينات دار سينماريفولي في أول سوق الحدادين.من مزايا دورسينما غرناطه والعاصي وريفولي انها كانت مكونه منطابقين:قلعه سفلى وفي مؤخرتها بنورات(أماكن خاصه)وقاعه عليا تسمى اللوج. وكان الدخول الى هذه السينمات بتذاكر تحمل اسم السينما وسعرالتذكره الذي يتراوح ما بين خمسة قروش أردنيه للصاله وسبعة قروش ونصف للبنور،واثني عشر قرشا للوج.وكان يميز التذاكر عنبعضها اضافه الى سعرها اللوانها فكل سعر له لون.(وهنالك فرق في الكراسي "خشبيه ومنجده وهي ثابته")










الافلام
كانت سينما الزهراء تعرض الافلام العربيه (المصريه)اذ انه في ذالك الوقت لم يكن هنالك من أفلام عربيه غير المصريه.حينما تذكر سينما الزهراء تذكر أفلام أم كلثوم،عبد الوهاب،فريد الأطرش،اسمهان،ليلى مراد،انور وجدي،نور الهدى وغيرهم الكثير من وراء السينما المصريه،وهنالك بطبيعة الحال جيل من الممثلين والممثلات قبل هؤلاء.بدأ عهد السينما الحقيقي بأول فلم عربي عرضته سينما غرناطه وكان بعنوان (سيف الانتقام)وكان نسخه عربيه للقصه العالميه(المونت مونت كريستو). وتوئم عرض الافلام العربيه والاجنبيه والهنديه.
وكان هنالك تقليدا تبعته دور السينما النابلسيه لتشجيع حضور والترويج لهل ويتمثل في استضافة بعض نجوم السينما المصريه ومنهم مريم فخر الدين،محمد فوزي،محرم فؤاد،فيروز الصغيره ونيللي.

طريقة عرض الافلام
بعد اكتمال الحضور وفي الساعه المحدده تطفاء الانوار،ويعزف السلام الملكي الاردني فيقف الجميع،وتليها الجريده الناطقه(اخباريه)ثم عرض الافلام القادمه وهي قريبا قريبا جدا،العرض القادم.ثم يبدأ الفلم الذي تتخلله استراحه لمدة عشرون دقيقه تضاء خلالها القاعه،وفي وقت لاحق كان هنالك عرض دعايات تجاريه قبل العرض وفي اثناء الاستراحه.

الدعايه للافلام
في فترة سينما الزهراء وتاج محل كانت هنالك لوحه خشبيه كبيره لها رجلانتوضع عليها منضر مصوره ومختاره من الفلم، وكان صبيان يحملان هذه اللوحه برفقة المنادي الذي يحمل جرسا،يتوقف في مناطق حساسه من البلده ثم ياخذ بقرع الجرس فيتجمع الصبيه والكبار والصغار ليستمعوا الى شرح مشوق ومروج عن الفلم،ثم يستانف التجول متبوعا بعشرات الاولاد والصبيه.
اما في عهد السينما الحديثه فكانت هنالك بترينات(واجهات عرض)تعلق عليهامناضر من الفلم المعروض ،كما ان هنالك اماكن خاصه على جدران المدينه مخصصه لكل دارسينما تلصق عليها افيشلت الافلام المعروضه،هذا عدا عن عرض مناضر الافلام على الشاشه قبل عرض الفلم نفسه.الاأن الذين كانوا يحضرون الافلام من رجال ونساء كانوا هم الاخرون خير من روج للافلام ، فيرون قصصها بشيئ من التباهي والتفاخر كونهم حضروا الفلم وشاهدوه.

السينما والاعياد (برامج العيد)
شكلت السينما الحديثه مساحه أساسيه من بهجة العيد الدنيويه ومتعته وقضاءأوقاته بالنسبه للنابلسيين صغارا وكبارا نساء ورجالا كونها كانت تكون حالة الترويح عن النفس شبه الوحيده،الى جانب كونها سهلة المنال واقلها كلفه اذا ما قيست بسواها.كل على حدا في العيديين الاضحى والفطر، أعتادت دورالسينما الاربع ان تتنافس على تقديم برامج مكونه من عدة أفلام عربية وأجنبيه وهنديه ،تعرض على مدار اليوم ابتداء من الساعه العاشره حتى ساعه متأخره من الليل وعلى مدى أسبوع العيد.ويمكن القول ان مظاهر الاحتفال بالعيد كان التجمع أمام دور السينما والاكتظاظ أمام شبابيك التذاكر،وفي كثير من الاحيان كانت التذاكرتنفد،وتباع في السوق السوداء، وحيث يكون هؤلاء الرواد من جميع الاعمار يكون الباعه وسواهم الذين لهم علاقه بالعيد.

اضمحلال عهد السينما
يمكن القول ان السينما قي نابلس قد شهدت عهدا ذهبيا زاهرا،وظل هذا العهد يتراجع شيئا فشيئا حتى لم يعد هنالك سينما. وليس من الصعب معرفة الاسباب –الاحتلال-الانتفاضه الاولى-التلفزيون-أما الضربه القاضيه فجاءت على ايدي الفيديو وبعد ذالك الفضائيات.

حكايات عن السينما وروادها
كان الذهاب الى السينما ومشاهدت فلم سينمائي يعد متعه واية متعه،بل ربما شكل امتياز لأناس على ناس،فقد كان البعض يتباهى ويتفاخر بحضور فلم لم يحضره الأخرون،أو أن يحضره قبل عرضه في نابلس أو القاهره أو بيروت. وكان الذهاب الى السينما عند البعض نزهة تحضر لهل التسالي والنقارش والساندويشات والحلويات والكازوزات وقد كثر الباعه قرب دور السينما، وكان في كل دار سينما بوفيه .كانت الجاره تروي لجارتها رواية الفلم الذي شاهدته بالتفصيل ،وفي الاستقبالات كانت بعض السيدات اللواتي حضرن فلما يروينه للواتي لم يحضرنه كانها الحكواتي بصوره اخرى.
من الافلام العربيه التي كانت رائجه ولها شعبيتها في ذالك الوقت تلك الافلام ذات القصص الحزينه،وكنا نسمع عن سيدات يعشقن فعلا هذه الافلام لأنها تجعلهن يبكين ويبكين ويبكين.وحينما كانت سيده تشجع أخرى على حضور فلم تمتدحه فانها كانت تقول (بموت من العياط والبكا)
مازل كبار السن في أيامنا هذه يتذكرون أفلام أيام زمان ويحفضون قصصها ويتحدثون عن مشاهدها منها مازالت لاصقه في ذاكرتهم.
بأختصار كانت الروايات السينمائيه ذات قوه تاثيريه كبيره على مزاج الناسوتصرفاتهم وأذواقهم في اللباس والتصرف وفي استعمال كلمات أو تعابير أو أمثال،وكان لها يد طولى في اختيار أسماء أبنائهم وبناتهم التي انتقوها من أسماء الممثلين والممثلات ،أو أختيار أسماء لمحلاتهم أو غير ذالك.

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار
تصميم وتطوير: ماسترويب