ولد الدكتور صدقي ملحس في نابلس وتعلم في مدارسها وتخرج من كلية الطب في جامعة استنبول سنة 1912 ليكون من رواد الاطباء في نابلس وطلائع الاطباء في فلسطين. افتتح عيادة خاصة وتميز بالمطالعة وتجديد المعلومات والاهتمام بالاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الطب. وقد برع في علاج الامراض الجلدية، واتصف بالجرأة في اجراء عمليات جراحية غير رئيسية داخل عيادته. ويروي عنه الناس كثيراً من القصص والروايات التي تدل على براعته وحنكته. عرف بطبيب الفقراء حيث كان يهتم بالمريض واسرته من حيث هم بشر ومواطنين. وتلهج السنة الناس بالوفاء والثناء والمحبة للدكتور صدقي ملحس الذي كان عنواناً للفقراء والمعسرين وكذلك عنواناً لمن احتار الاطباء في علته. ازدحمت عيادته بالكتب والمراجع والمصادر والمجلات الطبية لدرجة كان بعض المراجعين يبحثون عنه بين اكوام الكتب. انخرط الدكتور في مقاومة المشروع الصهيوني واعتقل سنة 1936 في معتقل صرفند. وقد وصفه محمد عزه دروزه : " كان ذو روح عربية قومية وعرفت فيما بعد انه كان ممن ينتسب الى جمعية الفتاة، وكان صلباً في مواقفه، وكان حاد الطبع".