شهرة المصري
عدد القراءات: 1885

 

لا بد لمن اراد الحديث عن السيدة المرحومة شهرة المصري من الحديث عن جمعية الاتحاد النسائي، فقد نشأت علاقة عضوية بين هذين الاسمين منذ عام 1921.

 

 من الصعب على المرء ان يعبر عن مدى الحزن لفقدان سيدة متميزة مناضلة ، ومن الاصعب ان أتحدث عنها في جمل قصيرة وكلمات متواضعة، فقد تعرفت على السيدة شهرة المصري وعرفت عنها ما لا يمكن اختصاره، فهي سيدة طالما عملت في صمت، عرفت فيها تلك المرأة المبادرة التي تحسست الهم الوطني والاجتماعي مبكراً، فقد بادرت مع زميلة دربها الطويل، المرحومة مريم هاشم وبعض النسوة القلائل في مدينة نابلس عام 1921 الى تأسيس لجنة الاتحاد النسائي العربي، كلجنة موازية لباقي لجان الاتحاد النسائي العربي في يافا وحيفا وعكا وغيرها من المدن الفلسطينية ، ولتقوم المرحومة وزميلاتها متحدين الصعاب بتقديم المساعدات والخدمات الانسانية لأهالي شهداء الانتفاضات الفلسطينية المتعاقبة: بدءاً من ثورة البراق عام 1929، مروراً بثورة عام 1936 و1939، أذكر كم حدثتني عن قسوة الحياة والظروف المعيشية  في تلك الفترة لأهالي مدينتها الحبيبة، مدينة نابلس، أذكر قالت لي يوماً أن عيونها تفتحت على مظاهرات رفض وعد بلفور المشؤوم، حيث تبلورت لديها بذور الوعي السياسي ، والذي انعكس لديها على شكل همً وطني لا بد من العمل على التخفيف من تبعاته، ومع تراكم هذه المسؤوليات على عاتقها وزميلاتها، ومع بدء سقوط المدن الفلسطينية الواحدة تلو الاخرى في أيدي العصابات اليهودية اثناء حرب 1948، وجدت شهرة وزميلاتها أن لا بد من مضاعفة الجهود، فقد أرسلت استغاثة الى فتيات مدينة نابلس للالتحاق بطواقم الاسعاف الاولي، وقامت هؤلاء النسوة والفتيات بدورهن خير قيام، وبعد ان وضعت الحرب اوزارها، تنبهت شهرة وزميلاتها على رأسهن المرحومة عندليب العمد الى ضرورة إيواء ابناء الشهداء، وبذلن في سبيل هذا العمل الانساني النبيل كل جهد مستطاع، لتتكلل هذه الجهود عام 1952 بافتتاح دار اليتيمات في مدينة نابلس، والتي طالما حدثتني المرحومة عن أهمية هذا المشروع، والذي تعتبره كما تعتبره  دوما ، جزءاً من حياتها إن لم يكن الجزء الاهم.

 

واستمرت المرحومة شهرة المصري في نضالها الاجتماعي، حيث تجوّلت في مختلف البلدان العربية للحصول على دعم وتمويل جمعيتها الانسانية، وشاركت مع زميلاتها في مختلف المؤتمرات النسوية في العواصم العربية، دون كلل او ملل، ولتنجح مع زميلاتها في بناء مستشفىً للجمعية، يكون قادراً على تقديم المزيد من الخدمات الاجتماعية التي طالما حلمت شهرة وعندليب بتقديمها، واستمرت كما عرفتها وعرفها الاخرين، رائدة ومناضلة صلبة، قاومت المرض سنوات طوال، ولم تترك له فرصة للنفاذ الى معنوياتها، كان الامل دوماً رفيقاً لهاً، وكانت العزيمة مرافقة لها في حلها وترحالها، أذكر قالت لي وهي تعطيني بعض صور النشاطات التي قامت بها خلال عشرات السنوات الماضية، قالت وهي تقدم هذه الصور كانها تقدم جزءاً من تاريخها وعواطفها وذكرياتها التي عشقت: ( أقدس هذه الصور .. ففيها ذكرياتي ورفيقات الدرب التي انتقلن جميعا الى رحمته تعالى، لا تنس إعادة هذه الصور العزيزة ، لانني دائمة الشوق اليهن).

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار

1

رفيف توفيق علي المصري،
أنها والدتي التي افتخر بها ، رحمة الله عليها توفت في ريعان شبابها

2

كنده، الاردن
الموضوع كله صحيح ولكن السيده اخت شهره واسمها رشده المصري زوجه الحاج معزوز المصري ،،، رشده المصري وليست شهره
تصميم وتطوير: ماسترويب