الشهيدة المجاهدة سمر محمود شرعب.. كانت تحب التميز و تفخر بهويتها الإسلامية
عدد القراءات: 2230

 

"بعد أن استشهدت أختي شعرت بألم كبير وحزن بالغ على فراق حبيب غال على قلبي وشعرت بان الدنيا سوداء في عيني لكني لم اقنط من رحمة الله فاحتسبها عند الله شهيدة لأني اعرف ما هي منزلة الشهداء عند الله عز وجل"

بهذه الكلمات الصادقة عبر شقيق الشهيدة سمر محمود شرعب عن شعوره وشعور أهالي آلاف الشهداء من أبناء فلسطين الحبيبة…الم الفراق ممزوج بإيمان عميق بالله تعالى لم يقدر على الجمع بينهما إلا الأنبياء والصديقين والصالحين.

 

سمر محمود محمد شرعب ابنة مدينة نابلس الحبيبة ذات الواحد والعشرين ربيعا ولدت بتاريخ 10/1/1981 لأسرة ميسورة الحال في ليلة عاصفة من شتاء فلسطين الدافئ تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة الضاحية "سابقا" والمرحلة الإعدادية في مدرسة الحاج معزوز المصري والمرحلة الثانوية كانت في مدرسة سمير سعد الدين، عاشت شهيدتنا بين ثمانية إخوة وأخوات فكانت مثالا للبنت الهادئة الصبورة الحنونة على أخواتها وأهلها..تحب التميز والانفراد بالتحضير لمشاريعها المستقبلية، فخورة بفلسطينيتها معتزة بهويتها الإسلامية، فكانت مواظبة على الصلاة وصوم النوافل وقراءة القران الكريم، فقد ختمت الشهيدة القران الكريم في الفترة الأخيرة من حياتها مرتان، إحداهما عن روح ابن خالها الشهيد اشرف حبايب والأخرى عن أرواح المسلمين، والثالثة لنفسها لكنها لم تتمها.

كانت شهيدتنا تتمتع بروح اجتماعية، متعاونة مع جيرانها تشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وكانت لا تحب مغادرة منزلها كثيرا، فهو قلعتها الحصينة التي تحتمي بها من كل سوء.

 

في بداية رمضان..شهر الرحمة والتراحم بين الناس..حرصت الشهيدة على زيارة أعمامها والتقرب إليهم وتبادل أطراف الحديث معهم، ومتابعة البرامج الدينية على شاشة التلفاز..غير أنها كانت تشعر بشعور غريب بداخلها..وكأنه جرس المؤمن وفراسته..كأنها كانت تشعر بدنو اجلها..واقتراب ساعة الوداع..فأحبت أن تودع هذه الدنيا طائعة لله..فقد أفاقت ليلة استشهادها في ساعات السحور الأولى وتناولت طعام السحور مع عائلتها..صلت الفجر .. أخذت تقرأ القرآن حتى طلوع الشمس ذلك الموعد الموعود..في هذه الفترة كانت دورية عسكرية صهيونية ترافقها دبابة تقفان على الشارع الرئيسي تنتظران صيدا ثمينا لذلك اليوم .. صعدت شهيدتنا إلى سطح منزلها لنشر الغسيل .. وبينما كانت تحادث عمها .. إذ أطلقت الدبابة الصهيونية بحممها باتجاه منزل الشهيدة .. فخرت شهيدتنا مصابة بشظايا القذيفة الصهيونية في القسم الأيمن من جسدها الطاهر.لترتقي إلى العلا شهيدة في سبيل الله بعد دقائق من إصابتها.

 

شقيق الشهيدة سمع صراخ أخته من أعلى الدرج عند باب السطح..فأسرع إلى الأعلى ليجد شقيقته سمر وقد استندت إلى جدار السطح مضرجة بدمها الطاهر..فحملها وأسرع إلى خارج المنزل وهو يستصرخ سيارة إسعاف .. اتصل الأهل بالإسعاف ... ولا إسعاف فقد كان الخط مشغولا .. حاول شقيقها إجراء بعض الإسعافات الأولية ولكن دون جدوى .. فقد كان تنفسها ضعيفا جدا ولا تكاد تقدر على التنفس .. وكان كل هواء الدنيا لم يكن ليصرفها عن ريح الجنة وعبقها الذي لطالما تاقت نفسها له .. وبالصدفة كانت إحدى سيارات الإسعاف تمر في الشارع فاستوقفها أهل الشهيدة ليحملوا ابنتهم بها.. غير أن غدر اليهود ولؤمهم منع إخوة الشهيدة من اللحاق بسيارة الإسعاف .. حتى جاء خبر استشهاد أختهم سمر.

 

والد الشهيدة كان مثالا للأب المؤمن الصابر على المصائب.. سلم أمره لله تعالى واحتسب ابنته شهيدة عند الله عز وجل.

أما أم الشهيدة فقد كانت صابرة محتسبة قوية العزيمة مؤمنة بقضاء الله وقدره .. اخفت حزنها في قلبها لكنها لم تستطع حبس مشاعر الأمومة لديها .. فذرفت عليها الدموع بصمت.

 

أما إخوتها وان حزنوا عليها حزنا شديدا، فقد كان إيمانهم بقضاء الله اكبر واشد فاحتسبوها عند الله شهيدة إن شاء الله..لتأتي يوم القيامة شاهدة على تخاذل قادة العرب والمسلمين وهوانهم.

رحم الله شهيدتنا .. واسكنها فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار

1

لنا عصام، فلسطين
عرفنا اولاد فلسطين هكذا الله محيي اصلك
تصميم وتطوير: ماسترويب